يواصل عمال دار النقود -المطبعة الرسمية لبنك الجزائر- رفع مخلفات الحريق الذي شب ليلة الأحد إلى الاثنين وتسبب في خسائر مادية هامة بعد احتراق المواد الأولية، خاصة الورق المستعمل في صك النقود، وعلمت ''الخبر'' أن إدارة المطبعة استأجرت رافعات صغيرة لرفع الورق المحترق المكدس في الأروقة. تواصلت، أمس، عمليات رفع مخلفات الحريق الذي شب في مطبعة بنك الجزائر، حيث قامت الرافعات بحمل أكوام الورق ووضعها في حاويات، بعدما قام المسؤولون بجلب حاويتين بالإضافة إلى اللتين كانتا موجودتين في المطبعة، وتم وضع الورق والمواد المحترقة فيها وإحكام إغلاقها، حيث تقرر إبقاؤها داخل ساحة دار النقود مخافة تعرض الحاويات للسطو، وفي هذا الصدد، كشفت مصادر ''الخبر'' أن القائمين على دار النقود تلقوا توبيخات من المسؤولين بسبب تكديس الورق في الأروقة بشكل فوضوي، ما تسبب في ضياع أموال معتبرة من الخزينة العمومية. ومازالت مصالح الأمن تواصل تحقيقاتها في المكان، قصد الوصول إلى الأسباب الرئيسية لنشوب الحريق، حيث باشرت مصالح الأمن المختصة بالاستماع إلى حوالي 20 موظفا، أغلبهم من أعوان الأمن والوقاية، للوقوف على الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق الذي ألحق خسائر معتبرة وكاد يحدث كارثة اقتصادية. في حين حضرت لجنة من الفرقة التقنية لمراقبة البنايات ''سي تي سي''، للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بالمبنى، خصوصا سقف الطابق العلوي الذي يكون قد تأثر بفعل الحريق، في حين أن غرف الملابس والمراحيض التي أنجزت منذ أشهر أتلفت عن آخرها بسبب النيران. وعمد مسؤولو دار النقود وبنك الجزائر أول أمس، إلى إخراج النقود التي طبعت قبل الحريق، على متن شاحنتين مصفحتين أمام عدسات كاميرات التلفزيون، توجهت بعدها نحو بنك الجزائر، قصد بعث الطمأنينة في نفوس المواطنين بأن المطبعة استأنفت نشاطها، خصوصا وأن مسؤولي البنك أبدو نخوفهم من قيام المواطنين ورجال الأعمال والمؤسسات الكبرى، بسحب أموالهم من البنوك والمراكز البريدية تخوفا من ندرة السيولة، وهو ما يؤدي إلى كارثة اقتصادية حسب الخبراء. وأضافت مصادر ''الخبر'' أن الأشغال تجري على قدم وساق، حتى إن العمال الذين كانوا في عطلة أوقفوا إجازاتهم وعادوا إلى العمل قصد الإسراع في إعادة تهيئة المطبعة في أقرب وقت وتوصيلها بالكهرباء من جديد لاستئناف صك النقود، ولو بالاعتماد على طابعة واحدة قدرتها الإنتاجية أكبر وأسرع، وهي من نوع 504 ألمانية الصنع.