أصدر المجلس الإسلامي الأعلى كتاب ''التفسير المنهجي - المرحلة المكيّة الأولى''، في جزئه الأوّل، للأستاذ الشريف قصار، وتضمّن تفسيرًا لثلاث وعشرون سورة. يأتي الكتاب ليُتوّج به المؤلف مجموعة من الكتب الّتي صدرت وهي (حروف المعاني في القرآن الكريم)، و(تقنيات التعبير الكتابي والشّفوي)، و(العمليات المنطقية)، و(الإنشاء)، وكتابات يعالجان (الإنشاء الفني)، وترمي هذه الكتب كلّها إلى تقويم اللّسان وتثقيف العقل فضلاً عن النهوض بتعليم لغة القرآن وبمستوى طلابها الثقافي. ويتميّز التّفسير الّذي يقدّمه الباحث للطلبة عن غيره بأمرين أساسيين: فالأوّل يتناول السور حسب نزولها لا حسب ترتيبها، دون أن يضرب صفحًا عن هذا الترتيب ما يجعل القارئ يقف على مراحل الدعوة الإسلامية ويتعرّف على خطواتها الحكيمة فضلاً عن أساليبها في مخاطبة النّاس، متدرّجًا مع التّنزيل القرآني مرحلة مرحلة معتمدًا في ذلك على ما انتهى إليه المحقّقون في وصف هذه المراحل. وتطرّق المؤلّف إلى عدّة مراحل، حيث تمثّلت المرحلة الأولى (تمهيدية) في الوقوف على المدخل، ويراد به مكان السورة من القرآن الكريم نزولاً وترتيبًا من خلال ورد في السُّنّة النّبويّة، وسبب نزولها. وعلى القراءة المتأنّيّة والصّحيحة نطقًا وأداء وتأمُّلا وإمعانًا للسّورة، حيث يراعي فيها الوقف وأحكامه وكلّ ما يعين على الفهم. أمّا المرحلة الثانية فتتناول التّحليل، سواء كان تمهيدًا ويُعنى بالبحث عن الأفكار الأساسية والثانوية وتسلسلها المنطقي، في حين يتبنّى التّحليل العلمي والأدبي التّعليل من خلال إبراز المعنى المقصود من كلّ آية أو مجموع آيات، دون أن يهمل بيان ارتباط الآيات فيما بينها أو يهمل دراسة الألفاظ والتّراكيب والفواصل والصّور البيانية وما إلى ذلك. والثالثة تعطينا فكرة دقيقة وسريعة عن مضمونها اعتمادًا على رسمها قصد تثبيت الأفكار والمعاني في ذهن الطالب.