البروفيسور خياطي: 54 بالمائة من الممرضين لا يغسلون أيديهم كما يجب يتعرّض مرضى لتعفنات تسببها جراثيم شديدة المقاومة للمضادات الحيوية، قد تودي بحياتهم. ومع ذلك، هناك صمت مقلق حيال مخاطر هذه التعفنات المسماة ''بالاستشفائية''. ومن الواضح أن مواصلة تجاهل المشكلة عندنا سيؤدي إلى تفاقمها في ظل اكتظاظ المستشفيات، وضعف إجراءات النظافة والتعقيم، وعدم نجاعة الرقابة الحكومية على هذه المستشفيات. عرف صيف 2012 ارتفاعا ملحوظا لنسبة التعفنات الاستشفائية نظرا لشدة الحرّ التي ميّزته، حيث أكدت لنا مصادر طبية انعدام التبريد عبر العديد من الأقسام الطبية لمستشفياتنا واستفحال الحرّ، ناهيك عن غياب النظافة بذات المستشفيات، هو ما زاد من حدّة التعفّنات الاستشفائية. وعن هذه الأخيرة، يؤكد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة، أنها ظاهرة خطيرة وتطرح مشاكل كبيرة في الجزائر، خاصة أن ''تكوين الأطقم الطبية وشبه الطبية ليس في المستوى'' يقول خياطي، والنتيجة، حسبه، ممثلة في عدم مراعاة بعض قواعد النظافة في محاربة الميكروبات والفيروسات داخل المستشفيات، خاصة وسط بعض الأقسام الحساسة، مثل قاعات الإنعاش وقاعات الولادة ومصالح طب الأطفال حديثي الولادة، ما يضاعف من إصابات المريض المتواجد بالمستشفى، والذي يدخل تلك المستشفيات بغرض العلاج من مرض معيّن ليخرج مصابا بمرض آخر، ناتج عن التعفنات الاستشفائية التي يكون انعدام النظافة أول متسبّب فيها. وتجدر الإشارة إلى أن تحقيقا ميدانيا قامت به وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، أكد أن الجزائر تسجل سنويا 10 آلاف حالة تعفن استشفائي، 5 بالمائة منها تؤدي إلى الموت الحتمي، وهو ما يكلف الدولة أموالا باهظة للتكفل بها، حيث أوضح ذات التحقيق بأن ذات الأمراض تكلف الدولة 80 مليون سنتيم لعلاج مريض واحد. وللحدّ من ذات الإصابات، أوضح خياطي ضرورة تكوين المشرفين على تسيير الأقسام الطبية المعنية بالأمر بصفة خاصة، من أطباء وشبه طبيين في مجال مكافحة التعفنات الاستشفائية، مع توفير حدّ أقصى للنظافة ووسائل التعقيم بتلك الأقسام، علما أن نتائج دراسة تمت مؤخرا على مستوى الأوساط الاستشفائية بالجزائر العاصمة، أكدت أن 45 بالمائة من عمال شبه الطبي لا ينظفون أيديهم كما ينبغي، وذلك سبب مباشرة لتنقل الفيروسات والميكروبات داخل المستشفيات.