ستستفيد المناطق الغربيةالجزائرية من إمدادات تقدر ب500 ألف متر مكعب يوميا من المياه، بفضل أكبر محطة تحلية مياه البحر بمنطقة المقطع قرب وهران، المشروع الذي فازت بإنجازه الشركة السنغافورية ''هيفلوكس''، تمتلك هذه الأخيرة فيه نسبة الأغلبية ب51 بالمائة مقابل 49 بالمائة للشركة الجزائرية للطاقة. يسمح المشروع، الذي شرع في إنجازه بعد فوز الشركة السنغافورية بالعقد في 2008 بقيمة بلغت حوالي 468 مليون دولار، بضمان جزء كبير من الموارد المائية في منطقة عانت لفترة زمنية طويلة من شح المياه، ولكن أيضا يعكس توجها جديدا للسلطات العمومية مع امتلاك شركة أجنبية خاصة لنسبة الأغلبية ولحق التسيير في مشاريع هيكلية في قطاع الموارد المائية، إذ يمكن لمثل هذا المشروع أن يضمن تزويد حوالي 5 ملايين شخص في المنطقة الغربية بمعدل 100 لتر يوميا من المياه. وبرمج تشغيل المشروع في 2011 ولكنه عرف تأخرا، ويضمن الشريك الأجنبي تمويل جزء من المشروع في حدود 30 بالمائة بموارده الخاصة، مقابل تمويل مركب بنكي جزائري. وتعتبر محطة المقطع قرب وهران من بين أكبر المحطات الثلاث في العالم، والأهم التي تشرف عليها الشركة، حيث تفوق بكثير محطة ''تواسبرينغ'' بسنغافورة التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى 500.318 متر مكعب يوميا، كما يعتبر السوق الجزائري الأهم بالنسبة للمجموعة، إذ تصل قدرة إنتاج الشركة من خلال محطتي المقطع وسوق الثلاثاء بتلمسان إلى 700 ألف متر مكعب يوميا. وقدّر المتر المربع للماء المنتج من قبل المحطة بحوالي 34 دينارا في المرحلة الأولى، وهو مستوى أقل من ذلك المسجل في محطات أخرى على غرار بني صاف بعين تموشنت وسكيكدة التي تصل قدرة إنتاجها إلى 200 ألف متر مكعب يوميا، وهو نفس مستوى إنتاج محطتي حنين وسوق الثلاثاء بولاية تلمسان ومحطة مستغانم. وتستفيد الجزائر من خلال مشروعي المقطع وتلمسان من الخبرة والتكنولوجيا التي اكتسبتها المجموعة السنغافورية ''هيفلوكس'' المصنفة ضمن أهم الشركات العشر العالمية في مجال تخصصها، بعد أن أسستها في 1989 أوليفيا لوم، وتجاوز رقم أعمال الشركة حاليا 460 مليون دولار، مع تشغيل 2300 عامل ومهندس. على صعيد آخر، كشفت الشركة السنغافورية عن حصول محطة تحلية مياه البحر بسوق الثلاثاء بتلمسان على شهادة تقدير دولية في إطار الجائزة الدولية للمياه الشاملة لسنة 2012 التي تقدمها الهيئة الدولية للاستعلامات الشاملة حول المياه، وتمثل المحطة التي دخلت الخدمة في 2011 الأولى التي تشغلها المجموعة السنغافورية في الجزائر بتكنولوجية مستحدثة، وتم منح الشهادة التقديرية الدولية للمحطة الجزائرية كأفضل تسيير هندسي دولي. ضمن عدد من المحطات التي ترشحت أيضا.