تدعمت حصة سكان العاصمة من المياه الشروب ب200 ألف متر مكعب يوميا تضخها محطة تحلية مياه البحر بالحامة، التي دشنها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس، إلى جانب مركز التوزيع الآلي الكائن بالقبة والذي يقوم باستقبال مياه المحطة لإعادة ضخها على شبكة التوزيع· وينتظر أن تؤمن هذه المحطة الجديدة التي تعتبر أكبر محطة للتحلية على المستوى الإفريقي، تزويد نحو 1.7 مليون نسمة من سكان العاصمة بالماء الشروب، حيث سيشرع بداية من الشهر القادم في ضخ حجم أولي يقدر ب75 ألف متر مكعب يوميا في شبكة التوزيع التي توصل المياه الشروب إلى مناطق وأحياء ولاية الجزائر، مع العلم أن الطاقة الإجمالية للمحطة التي تم تشييدها من قبل شركة "أوراسكوم" باستثمار إجمالي مقدر ب250 مليون دولار، تصل إلى 200 ألف متر مكعب وهو ما يرفع حجم المياه المحلاة التي تزود الجزائريين إلى حد الآن إلى 290 ألف متر مكعب يوميا بفضل محطتي الحامة ومحطة "كهرماء" التي دشنها رئيس الجمهورية بوهران في 8 سبتمبر 2005· وينتظر أن يصل الحجم الكلي للتزويد بالمياه المحلاة قبل نهاية السنة الجارية إلى 590 ألف متر مكعب مع تشغيل وحدة التحلية بسكيكدة، التي تصل طاقتها إلى 100 ألف متر مكعب يوميا، ومحطة بني صاف بعين تموشنت التي تنج 200 ألف متر مكعب في اليوم· وبحسب العرض الذي قدم للرئيس بوتفليقة بموقع محطة الحامة والذي تناول مستوى تقدم برنامج تأمين التزويد بالمياه الشروب من خلال 13 محطة تحلية لمياه البحر التي تولت أشغال ورشاتها وزارة الطاقة والمناجم لاستكمال الإنجازات التي تكفلت بها وزارة الموارد المائية على المستوى الوطني، ستشهد سنة 2009 هي الأخرى انطلاق ثلاث محطات جديدة، منها محطتي سوق الثلاثاء وحنين بولاية تلمسان، بطاقة إنتاج يومية تصل إلى 200 ألف متر مكعب لكل منهما، ومحطة التحلية بمستغانم التي تنتج هي الأخرى 200 ألف متر مكعب في اليوم، لتتعزز هذه المحطات في 2010 بوحدتي فوكة وسوق السبت بولاية تيبازة بطاقة إنتاج يومية تقدر ب120 ألف متر مكعب بالنسبة للأولى و100 ألف متر مكعب بالنسبة للثانية، إضافة على محطة رأس جنات ببومرداس التي تقدر طاقة إنتاجها ب100 ألف متر مكعب في اليوم، ليصل بالتالي الحجم الإجمالي للتزويد بالمياه المحلاة إلى 1.760 مليون متر مكعب في 2010 على أن يبلغ الهدف المنشود والمقدر ب2 مليون متر مكعب في اليوم مع نهاية ذات السنة أو بداية 2011 على أقصى تقدير، حيث يرتقب تشغيل المحطة الضخمة "المقطع" بوهران والتي تنتج 500 ألف متر مكعب في اليوم· وإلى جانب تشغيل المحطة الضخمة للتحلية بالحامة دشن رئيس الجمهورية، الذين كان مرفوقا بوزراء الداخلية والجماعات المحلية، الطاقة والمناجم، الموارد المائية والتضامن الوطني، مركب تخزين المياه بالقبة، الذي يعتبر وحدة مختصة في التسيير الآلي لشبكة توزيع المياه عبر نظام معلوماتي خاص وضعته مؤسسة "سيال"، حيث يقوم هذا المركب بمراقبة عملية توزيع المياه والكشف عن الأعطاب بالشبكة التي تم تجديدها هذه السنة للتأقلم مع الضغط الجديد لقوة دفع المياه الموزعة، ويضم المركب أربع خزانات لجمع المياه القادمة من محطة الحامة بطاقة تخزين تصل إلى 20 ألف متر مكعب للخزان الواحد، وسيتم ربطه بخزانين كبيرين يقع الأول بمنطقة "قاريدي" وتصل طاقة تخزينه إلى 250 ألف متر مكعب والثاني بسيدي أمحمد وتقدر طاقته 20 ألف متر مكعب· كما عاين الرئيس بوتفليقة، بهذا المركب الذي تم إنجازه ب8.8 مليار دينار من قبل الشركة الايطالية "أستالدي"، المخبر المركزي حيث تتم مراقبة نوعية المياه، من خلال تحليل نحو 10 عينات يوميا للوصول إلى نسبة نوعية تتعدى 99 بالمائة، حسب الشروحات التي قدمها مسؤولو المركب لرئيس الجمهورية، الذي شدد على مسألة مراقبة التسربات المحتملة على الشبكة· تجدر الإشارة إلى أن مشروع محطة تحلية مياه البحر بالحامة هو للشركة الأمريكية "جي إيونيكس" التي تملك 70 بالمئة من رأسمال الشركة المشرفة على إنجاز والاستغلال وصيانة تجهيزات محطة تحلية مياه الحامة، في حين ال30 بالمئة المتبقية من رأسمال الشركة تملكها مجموعة الطاقة الجزائرية، وهي شركة مختلطة تضم سوناطراك وسونلغاز والجزائرية للمياه، والتي اشترت المنتوج ب 0.82 دولار للمتر المكعب، في حين كلفت شركة أوراسكوم تيليكوم بعملية الانجاز·