تنقل وزير التربية، عبد اللطيف بابا أحمد، أمس، إلى متوسطة ''محمد شويطر'' بالأبيار، التي أعلن منها عن الانطلاق الرسمي للسنة الدراسية 2102-3102، قبل أن يزور ثانوية ''رابح بيطاط'' بحي مختار زرهوني بالمحمدية، والمدرسة الابتدائية الشهيد ''افتان يوسف'' ببلدية بئر خادم بالجزائر العاصمة، حيث حضر درسا حول إحياء خمسينية الاستقلال، وعرض أهم إنجازات القطاع. قال الوزير إنه سيتم تسليم 8 ثانويات جديدة في 10 ولايات خلال الشهرين المقبلين، لامتصاص الاكتظاظ في الأقسام واستدراك التأخر في مشاريع إنجاز 140 ثانوية جديدة على المستوى الوطني. وإن كان قد اعتبر الاكتظاظ ''نسبيا''، إلا أنه أرجعه أيضا إلى التحاق كوكبتين من التلاميذ بالطور الثانوي، ويتعلق الأمر بالتلاميذ الذين استكملوا الطور المتوسط للنظامين القديم والجديد. من جهة أخرى، اعترف بابا أحمد بالإنجازات والمكاسب التي حققها القطاع قبل مجيئه، خاصة في مجال التضامن المدرسي، سيما المطاعم والنقل المدرسيين، وكذا توفير الكتاب المدرسي لفائدة التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية، مشيرا إلى أنه سيتم بذل جهود أخرى لتحسين وترقية ظروف تمدرس التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية بكل مناطق الوطن. سيتم إحصاء التلاميذ السوريين خلال ثلاثة أيام وفيما يتعلق بتمدرس أطفال اللاجئين السوريين، قال إنه سيتم الشروع في إحصاء أطفال سوريا المتواجدين مع عائلاتهم بمختلف ولايات الوطن لإدماجهم في المؤسسات التربوية الجزائرية في ظرف قصير جدا لا يتجاوز ثلاثة أيام. وعن تكييف البرامج التربوية الجزائرية مع البرامج في سوريا، قال المسؤول الأول عن القطاع إن هؤلاء التلاميذ سيستفيدون من البرامج التربوية الجزائرية، في انتظار تكييف بعض المواد منها، باعتبار أنه لا فارق كبير بين برنامجي البلدين في مجال التدريس، في اعتقاد بابا أحمد. من جهة أخرى، كشف وزير التربية عن لقاء مع مديري المؤسسات التربوية وممثلي النقابات، لتدارس كافة الانشغالات وإيجاد حلول ناجعة لها وفق الإمكانيات المقترحة، بحسب ما جاء على لسانه، مشيرا إلى أن الحوار مع الشركاء الاجتماعيين سيبقى مفتوحا لدراسة كافة المطالب والعمل على إيجاد الحلول للمشاكل العالقة حسب الأولويات، وتحسين الخدمات الاجتماعية، وهو ما رحبت به النقابات واعتبرته مؤشرا قويا على وجود نية حقيقية من قبل الوصاية لاستكمال العمل الذي شرع فيه مع الوزير السابق. النقابات تؤكد أنه بإمكانها مساعدة الوصاية لحل المشاكل العالقة أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، بأن تنظيمه يشترط أن يكون التفاوض بناء ومبنيا على شرعية المطالب، وهو خيار لا بديل له لأي قطاع يريد الاستقرار. وقال محدثنا إن ''إينباف'' سيحمل معه ملفات عديدة لازالت عالقة إلى الاجتماع المقرر مع الوزير الجديد، خاصة ما تعلق بتدارك الاختلالات المتضمنة في القانون الخاص، ومنح الجنوب، إضافة إلى القرار الخاص بالمناصب المكيفة والأسلاك المشتركة، كما ستركز النقابة على القضايا البيداغوجية، يضيف، سيما ملفي الحجم الساعي والأنشطة اللا صفية. أما ممثل مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني، مسعود بوديبة، فقد اعتبر الدعوة مشجعة، والحوار، حسبه، هو السبيل الوحيد لحل مشاكل القطاع، فالنقابات التي تنشط في الميدان يمكنها مساعدة الوصاية من خلال الكشف عن حقائق تخص مختلف الملفات. وستذّكر نقابة''الكناباست''، خلال اللقاء المرتقب مع بابا أحمد، بالملفات التي لازالت عالقة، سيما منح الجنوب وطب العمل والأمراض المهنية وملفي السكن والتقاعد، إضافة إلى مختلف القضايا البيداغوجية. وفي نظر بوديبة، فإن مشكل الاكتظاظ أكبر بكثير من أن تتم معالجته بفتح 8 ثانويات في الولايات المعنية، ولا بد في هذه الحالة استغلال الحجرات الفارغة في المتوسطات والابتدائيات للحد من هذا المشكل الذي أرجعه إلى سوء توزيع التلاميذ، حيث كثيرا ما يتم الرضوخ لرغبة الأولياء في العملية. أما لعموري لغيظ، رئيس نقابة التربية التابعة للسناباب، فقد أكد بأن الاكتظاظ يتعدى الولايات العشر التي تحدث عنها الوزير، مشيرا إلى أن تنظيمه سيطرح ملفات تتعلق أساسا بمستخدمي المصالح الاقتصادية من مقتصدين ونواب مقتصدين مسيرين، بالنظر إلى العجز الكبير في العديد من الولايات.