دعا كاتب الدولة المساعد للتجارة بوزارة التجارة الخارجية السويدية، غوستاف أهلسون، الحكومة الجزائرية، أمس، إلى الانضمام إلى نادي الدول المصادقة على مخطط المسؤولية المجتمعية للمؤسسات على غرار دول أخرى مثل تونس والمغرب ومصر، لضمان ديمومة هذه الأخيرة وإشراكها بصفة فعالة في التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أنه من الممكن التوقيع على مذكرة تفاهم بين الحكومتين باعتبار السويد الرائد في هذا المجال. أوضح كاتب الدولة المساعد للتجارة السويدي، من خلال مداخلته أمس بفندق السوفيتال، في الملتقى الخاص بتقديم النموذج السويدي في مجال المسؤولية المجتمعية للمؤسسات، أن العديد من المؤسسات الوطنية التي أجرى مع مسؤوليها محادثات خلال زيارته للجزائر خلال هذا الأسبوع، أبدوا اهتمامهم بتطبيق هذا النموذج الذي يرتكز على اعتماد مقياس ''إيزو ''26000، المتوقف على تجسيد سبعة مبادئ أهمها ديمومة نشاط الشركات واحترام شروط العمل وحماية حقوق الإنسان، إلى جانب حماية البيئة والمحيط. وحسب المسؤول السويدي، فإن الالتزام بمضمون مخطط المسؤولية المجتمعية جعل المؤسسات الحكومية السويدية تنتج ما قيمته 68 مليار أورو سنويا، حيث مكنها هذا المخطط من تحديد أهدافها وفرص الأعمال المربحة لها ومواجهة المنافسة، إلى جانب الحد من المخاطر المعرقلة لنمو نشاطها. في نفس الإطار، قال غوستاف أهلسون إن الحكومة السويدية تشجع مؤسساتها على اعتماد المبادئ الخاصة باحترام المسؤولية المجتمعية للمؤسسات المصادق عليها سنة 1976، حيث يتم مراجعتها وتحيينها سنويا، مضيفا أن هنالك 45 حكومة قامت باعتماد هذه المبادئ والمصادقة عليها في انتظار التحاق الجزائر بهذه الدول. من جهتها، أكدت مديرة المعهد الوطني للتقييس، شيباني رتيبة، أن اعتماد مقياس 26000 من قبل المؤسسات الوطنية، المرتكز على الالتزام بالمسؤولية المجتمعية للشركات، البرنامج الممول من طرف السويد، انطلق كتجربة أولى بالنسبة لمؤسستين وطنيتين منها رويبة، في انتظار مرافقة أربع إلى ست مؤسسات أخرى في الفترة الممتدة بين سنتي 2012 و.2014 وحسب نفس المسؤولة، فإن المفاوضات الجارية بين الجزائر والدول الأعضاء في المنظمة العالمية للتجارة لانضمامها، جعلها تراجع العديد من النصوص المتعلقة بالمعايير والمقاييس لتسهيل عملية اندماجها، مشيرة إلى أهمية مرافقة السويد التي تعتبر رائدة في مجال اعتماد مقياس إيزو 26000 للمؤسسات الوطنية، لجعلها تنافسية مقارنة بنظرائها في دول أخرى. ويأتي اللقاء في سياق مساعي الهيئات والمؤسسات السويدية ضمان موقع لها في السوق الجزائرية وترسيخ وجودها، فضلا عن تدعيم التعاون الاقتصادي، خاصة على خلفية التجربة الناجحة لإحدى أكبر المؤسسات السويدية ''إيريكسون'' في الجزائر. والتي تعتبر أيضا من أقدم الشركات الأجنبية النشطة في الجزائر في قطاع الاتصالات، وصاحبة السبق في تجهيز شبكة الاتصالات الجزائرية بعد الاستقلال، كما أنها أقامت شراكة لتصنيع الهواتف التابتة أيضا.