انتقدت حركة حماس بشدة اعتقال العشرات من اعضائها على أيدي الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية يوم الأربعاء مما يسلط الضوء على توتر العلاقات بين الحركة الإسلامية والسلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح بعد محاولة فاشلة للمصالحة بينهما. ونفت السلطة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس أي دوافع سياسية للاعتقال الذي شمل نحو 71 شخصا وقالت إنه استهدف مجرمين وإن الكثيرين أفرج عنهم بعد استجوابهم. وجاء القبض على هؤلاء في وقت تجدد فيه الشقاق بين حماس التي تسيطر على قطاع غزة وعباس الذي يهيمن على الضفة الغربيةالمحتلة. ويقول مسؤولون في الضفة الغربية إن عباس منزعج من تطور العلاقات بين قيادة حماس والسلطات الجديدة في مصر. واجتمع وفد من غزة مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في القاهرة يوم الاثنين. وقال اسماعيل الأشقر القيادي في حماس "نفاجأ يوميا بمواقف لعباس تؤكد يوما بعد يوم أن هذا الرجل يقصد الإساءة إلى شعبنا وجميع مكوناته وأحزابه." وحث الفلسطينيين على "نبذ" عباس "ومحاكمته على أفعاله غير الوطنية". وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان إن 71 من أنصار حماس اعتقلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال عدنان ضميري المتحدث باسم أجهزة الأمن الموالية لعباس لرويترز إن العدد مبالغ فيه لكنه لم يذكر رقما آخر. وقال إن الاعتقالات تمت في أنحاء الضفة بشكل قانوني وشملت قضايا حيازة اسلحة وتحريض وغسل أموال ومحاولة السيطرة على الضفة الغربية على غرار ما حدث في غزة. وكان عباس وحماس قد أعلنا استعدادهما لتنحية خلافاتهما جانبا والتغلب على الانقسامات التي أدت إلى انفصال شبه تام بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ويستنكر الفلسطينيون العاديون على نطاق واسع هذا الانقسام لكن كل الجهود الرامية لتنفيذ اتفاق العام الماضي فشلت بما في ذلك محاولة من الزعماء الإسلاميين الجدد في مصر للتوسط في اتفاق بين الجانبين. ويخشى حلفاء عباس أن يكون الحكام الإسلاميون في مصر مستعدين للانحياز إلى جانب حماس وهو ما يمكن أن يضعف وضع السلطة الفلسطينية في مناطق أخرى في العالم العربي في نهاية المطاف