ولدت السيّدة فاطمة، رضي الله عنها، بنت سيّد الخلق رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، القرشية الهاشمية، وأمّ الحسنين، قبل بعثة النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، بقليل. وتزوّجها سيّدنا عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، بعد موقعة بدر. وكان النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، يحبّها ويكرمها، وكانت صابرة ديِّنة خيِّرة صيِّنة قانِعة شاكِرة لله. ولمّا توفي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، حزِنت عليه وبكت عليه، وقالت: يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه! أجاب ربًا دعاه، يا أبتاه في جنّة الخلد مثواه. وكانت فاطمة أشبه النّاس بكلام رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم. فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: ما رأيتُ أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها فقبَّلها ورحَّب بها، وكذلك كانت هي تصنع به. وعاشت فاطمة بعد وفاة النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، ستة أشهر، ودفنت ليلاً. قال الواقدي: هذا أثبت الأقوال عندنا. قال: وصلّى عليها العباس. ونزل في حفرتها هو وعليّ والفضل. وكان لها من البنين الحسن والحسين، رضي الله عنهما، ومن البنات أم كلثوم الّتي تزوّجها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وزينب الّتي تزوّجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.