لا ريب أن الحياة الأسرية النبوية مثال ينبغي على كل مسلم ومسلمة الإقتداء بها وترسم آثارها. ومن جوانب هذه الأسرة التي ينبغي دراستها وتفهمها جانب الرعاية النبوية للطفولة، وهذا جانب جدير بأن يفرد بعشرات الحلقات. وحيث أن ذلك لا يتيسر لنا الآن فإنني سأستعرض بعضاً من تلك الرعاية النبوية مع التنبيه على بعض الدروس والفوائد . وفيما يتعلق بأولاد النبي صلى الله عليه وسلم الذي رزق بهم، فمعلوم أنه صلى الله عليه وسلم رزق بسبعة، أربع بنات، وثلاثة ذكور.. البنات هن: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، والأبناء هم: القاسم وعبد الله وإبراهيم.. وكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وكلهم ماتوا قبله إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر. ومن صور رعاية الطفولة في بيت النبوة، ما رواه مسلم في صحيحه عن خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم، ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين (أي حداد) يقال له أبو سيف، (يعني أنه صلى الله عليه وسلم جعل تلك المرأة التي يقال لها أم سيف ترضع إبراهيم كما كانت عادة العرب في ذلك ) قال أنس : فانطلق يأتيه، وابتعته، فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ينفخ بكيره، قد امتلأ البيت دخاناً (يعني من آثار الحدادة) قال أنس: فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا أبا سيف أمسك، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمسك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ، بالصبي فضمه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول”.