مظاهرات في باكستانوأفغانستان وإيران ضد فرنسا وأمريكا شددت فرنسا التدابير الأمنية حول بعثاتها الدبلوماسية ومؤسساتها الرسمية في الخارج، خاصة في 20 دولة رأت بأنها حساسة، خوفا من ردة فعل الغاضبين على نشر صحيفة ''شارلي إيبدو'' الفرنسية رسومات ساخرة تسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وتخشى فرنسا من أعمال انتقامية ضد مصالحها، اليوم الجمعة. وشهدت عدة بلدان مظاهرات ضد فرنسا وأمريكا بسبب إساءة فيلم ورسومات كاريكاتورية للإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام، في حين أكد مدير ''شارلي إيبدو'' أنه سيواصل تهكمه على الإسلام. منعت السلطات الفرنسية الترخيص لمظاهرة احتجاجية ضد الفيلم المسيء للإسلام، كان يزمع تنظيمها أمام المسجد الكبير بباريس وساحة تروكاديرو، يوم غد السبت، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، استنادا إلى مصادر أمنية. وكانت السلطات الفرنسية قد أصدرت قرارا بمنع أي مظاهرات على التراب الفرنسي ضد الفيلم المسيء، كما اتخذت إجراءات أمنية مشددة خاصة أمام المباني الرسمية من أجل تأطير ومواجهة أي مظاهرات يمكن أن تنظم ضد الفيلم المسيء والكاريكاتور الذي نشرته مجلة ''شارلي إيبدو''. وكانت الشرطة الفرنسية ألقت، مطلع الأسبوع الجاري، القبض على نحو 150 شخص شاركوا في مظاهرة غير مرخصة بالقرب من السفارة الأمريكية في باريس، في إطار الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام. في أفغانستان تظاهر مئات الأشخاص سلميا، أمس، احتجاجا على بث فيلم ''براءة المسلمين'' الذي أنتج وصور في الولاياتالمتحدة، وكذلك احتجاجا على نشر أسبوعية ''شارلي إيبدو'' الفرنسية الساخرة رسومات كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد. وهتف حوالي 300 طالب: ''الموت لفرنسا، الموت لأمريكا'' في إحدى ضواحي العاصمة الأفغانية كابول. وفي منطقة مجاورة، هتف مئات المتظاهرين ''الموت لأمريكا'' و''يعيش الإسلام وتعيش أفغانستان''. وفي العاصمة الباكستانية إسلام أباد أصيب 50 شخصا على الأقل بجروح في مظاهرة شارك فيها حوالي ألف طالب، حمل غالبيتهم العصي، احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام. وقد أصيب الجرحى خلال اشتباكات مع قوات الأمن، كما أفادت الشرطة وفرق الإسعاف. وفي العاصمة الإيرانية طهران تظاهر نحو مئة شخص، أمس الخميس، أمام السفارة الفرنسية. وذكرت تقارير إعلامية أن المتظاهرين الذين منعهم عناصر الأمن من الاقتراب من السفارة رددوا هتافات ''الموت لأمريكا'' و''الموت لإسرائيل'' و''الموت لفرنسا''. وفي فرنسا، انتقدت صحف ما قامت به ''شارلي إيبدو'' واعتبرت أنه لا يصب في مصلحة فرنسا، ونقلت المعركة إلى قلب العاصمة باريس التي شهدت إجراءات أمنية مشددة تحسبًا لمظاهرات مرتقبة اليوم. وقالت صحيفة ''لوفيغارو'' إن الرسومات تسببت في وضع السلطات الفرنسية، في الداخل والخارج، في حالة استعداد قصوى، كي تكفل حماية مواطنيها، بعدما استفزت مشاعر المسلمين حول العالم. كما انتقدت جريدة ''لوموند'' ما قامت به مجلة ''شارلي إيبدو''. وذكرت تقارير إعلامية أن الصحيفة المعنية ارتفع حجم سحبها إلى 150 بالمائة. ورغم كل الردود الغاضبة مما قامت به المجلة الفرنسية، إلا أن مدير هذه المجلة، ستيفان شاربونييه، التي نشرت رسومات تسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمرة الثالثة في السنوات الأخيرة، أكد تصميمه على مواصلة التهكم على الإسلام حتى تصبح ''السخرية من الإسلام أمرا شائعا مثل المسيحية''، على حد قوله. وأبدى شاربونييه، في حديثه إلى جريدة ''لوموند''، تعجبه من ردات الفعل الغاضبة تجاه الرسومات المسيئة، قائلا: ''يمكن رسم بابا الفاتيكان في أوضاع مخلة دون أن تكون هناك أي ردة فعل، وفي أسوأ الأحوال يتم اللجوء إلى القضاء''. ويشير شاربونييه، الشهير ب''شارب''، إلى أن مجلته أصدرت أكثر من ألف عدد لم يحدث أي منها ''ضجة''، ''سوى الأعداد الثلاثة التي تناولت الإسلام''. وفي مصر، قال عبد المنعم عبد المقصود، محامي جماعة الإخوان المسلمين: ''إنه تم تشكيل فريق قانوني يضم محامين من مصر وفرنسا، لملاحقة المسؤولين عن نشر رسومات تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في صحيفة ''شارلي إيبدو'' الفرنسية. إعلانات في أمريكا تساوي بين الجهاد والهمجية وفي الوقت الذي تعم العالم موجات غضب عارمة بسبب الفيلم المسيء للإسلام، تقرر وضع إعلان يساوي بين الجهاد والهمجية، الأسبوع المقبل، في عشر محطات لمترو أنفاق بنيويورك، رغم مساعي مسؤولي النقل لمنعه. ووفق وكالة ''رويترز''، فقد رفضت هيئة النقل في المدينة الإعلان، مستندة إلى سياسة تحظر استخدام لغة تحط من شأن فئة معينة، وبعد ذلك أقامت مبادرة الدفاع عن حرية الأمريكيين، التي تقف وراء الحملة، دعوى للسماح بوضع الإعلان، وحصلت على حكم في صالحها من قاض أمريكي في مانهاتن. وطبقا لوثائق المحكمة، يقول الإعلان: ''في أي حرب بين الإنسان المتحضر والإنسان الهمجي، ادعم الإنسان المتحضر. ادعم إسرائيل، أهزموا الجهاد''. وقال أرون دونوفان، المتحدث باسم هيئة النقل في نيويورك: ''إن الإعلانات ستوضع ابتداء من الإثنين المقبل''، لكنه لم يحدد المحطات التي سينشر فيها. وبخصوص الفيلم المسيء للإسلام، رفعت سيندي لي غارسيا، ممثلة شاركت في الفيلم، قضية ضد المنتج الذي اتهمته بالاحتيال، بعد أن أوحى لها بأن الفيلم يتناول مغامرة في الصحراء، وكذا دعوى قضائية ضد شركة ''غوغل'' وعلى الأخص موقع يوتيوب التابع للشركة التي عرضت مقاطع من الفيلم أيضا، وذلك بسبب انتهاك الخصوصية، وفقا لما ذكرته وكالة ''رويترز''. وطالبت غارسيا، في دعواها التي رفعتها أمام المحكمة العليا في لوس أنجلس، بإزالة الفيلم والمقاطع ذات العلاقة من موقع يوتيوب.