شكّلت مخلّفات مباراة الذهاب بين المنتخبين اللّيبي والجزائري بالدار البيضاء المغربية، صدمة لدى المدرّب الوطني وحيد حاليلوزيتش، لما وقف عليه من خشونة منقطعة النظير للمنافس الليبي، وميوله إلى الاستفزاز لكسب مباراته، ما كلّف ''الخضر'' الحرمان من خدمات المهاجم رفيق زهير جبّور. رغم تقدّم ''الخضر'' بهدف دون رد في مباراة الذهاب برسم الدور الأخير من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013، الذي يعني اقتراب المنتخب الجزائري من دورة جنوب إفريقيا، إلاّ أن خصوصية المنتخب اللّيبي في انتهاجه لكل الأساليب، حتى غير المشروعة، لتحقيق انتصار، جعل حاليلوزيتش يخشى أكثر منافسه، من باب أنه مقتنع بأن منافس ''الخضر'' الذي فقد الأمل بنسبة كبيرة في التأهّل، سيظهر على عناصره الانفعال الذي سيؤدي حتما إلى استفزاز اللاّعبين الجزائريين مرة أخرى، ما يهدّد مستقبل ''الخضر'' في حال التأهل إلى الدورة القارية، في حال الوقوع في الفخّ، على اعتبار أن أية إقصاءات بسبب اشتباكات محتملة بين اللاّعبين سيدفع ثمنها المنتخب الجزائري غاليا، كونه قد يحرم من بعض عناصره بسبب أية عقوبة محتملة، حين يشارك في دورة جنوب إفريقيا. وقد شدّد المدرّب الوطني، في اجتماعاته الأخيرة وحتى خلال الحصص التدريبية على الجانب المعنوي، ولم يخل حديثه مع لاعبيه عن طبيعة المنافس الليبي الذي فاجأه، وقال بشأنه خلال ندوته الصحفية الأخيرة إنه بطل العالم في الاستفزازات، حيث أن المدرّب البوسني ل''الخضر'' الذي أعاد مشاهدة شريط المباراة الأولى مع لاعبيه عدة مرات، توقف عند مختلف اللقطات التي سعى فيها لاعبو المنتخب الليبي لاستفزاز الجزائريين، وأكد لهم بأن المنافس ليس لديه ما يخسره، وهو ما يجعله لا يتحرّج في جعل المنتخب الجزائري يخسر عناصره في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، انتقاما على انتزاع ''الخضر'' تأشيرة التأهل منه. وما يؤكد هذا الطرح، تركيز لاعبي المنتخب الوطني في مختلف تصريحاتهم على المنتخب الليبي وتعمده استفزاز لاعبي المنتخب المنافس، بدليل أن تصريحات الثنائي عدلان فديورة والعربي هلال سوداني، أمس، خلال الندوة الصحفية المنعقدة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، لم تخل من الحديث عن هذا الجانب، حيث بدا واضحا بأن المنتخب الوطني، بلاعبيه ومدربيه ومسؤوليه، سيجد نفسه أمام رهان صعب، ومهمة شاقة مقارنة بمباراة الذهاب، كون الأمر يتعلّق بآخر محطة قبل بلوغ الدورة النهائية، ما يعني بأن المنتخب الليبي سيوظّف كل أوراقه من أجل انتزاع التأشيرة من الجزائريين. ووعد فديورة وسوداني الجمهور الجزائري بتحقيق انتصار على المنتخب اللّيبي وبلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا، واستعادة نشوة الانتصارات، رغم اقتناع كل لاعب بأن التقدّم في مباراة الذهاب لا يجعل مباراة الإياب مجرّد إجراءات شكلية.