اختتمت، أمس، فعاليات الأيام السينمائية في الجزائر، بسينماتيك العاصمة، بعد أسبوع من العروض السينمائية، فيما تتبع جمهور متواضع عرض فيلم ''فدائي'' للمخرج داميان أونوري، الذي ينقل صورة عن نضال الجزائريين، بعيدا عن نمطية سينما البطل أو الحدث. يعتبر الفيلم الوثائقي ''فدائي'' الذي قدم الأربعاء، بسينماتيك الجزائر العاصمة، وسيعرض في عدد من المهرجانات، عملا فرديا والأول للمخرج داميان اونوري، يتطرق إلى موضوع خرج عن نمطية سينما البطل أو الحدث، بالتطرق إلى موضوع عائلي لشخص مجهول، لكنه قدّم ما كان يجب من أجل تحرير وطنه، ويروي قصة عمه الذي لم يلتق به إلا مرتين. يستعرض الفيلم، في 83 دقيقة، مسار محمد الهادي بن عدودة، مجاهد ومناضل من الرعيل الأول للثورة، حاول ابن أخيه من خلال هذا الفيلم الوثائقي، الذي بدأ في كتابة سيناريو له سنة 2008، أن يقدم صورة عن نضال الجزائريين، حيث كان السؤال الأساسي الذي حاول الإجابة عنه: كيف أن شابا من 19 سنة يلتزم في معركة التحرير، دون أن يكون له تكوين سياسي؟ ولأجل فهم هذه المعادلة، كان يجب العودة إلى مسقط رأسه وما عاشه في طفولته ومراهقته، بقرية بن مهيدي قرب مدينة عنابة بالشرق الجزائري، حيث عمل في سن 13 سنة كراعٍ عند معمر فرنسي، وكان يقضي وقته في الحقول، وبجانب إحدى المزارع يرى جزائريين يقتادون إلى داخل المزرعة دون عودة (ما زال البناء قائما إلى اليوم رغم التغييرات التي طرأت عليه). تلتقي الذاكرة مع الحاضر في لحظات حاسمة، حيث نكتشف عمق الجرح المغمور ونجد الإجابة عن الأسئلة التي طرحت لسنوات عديدة. كان هذا مسار الشاب ''الهادي''، الذي يعود بذاكرته إلى آلام التعذيب أمام مزرعة مهجورة في قريته. نبش داميان في أعماق الذكريات من البدايات الأولى، حيث فهم الشاب الحاج معنى أن تكون محتلا بلا رحمة، عند اللحظة التي حضر فيها إعدام مناضل جزائري في ساحة عمومية. ''فدائي''، فيلم وثائقي طويل من إنتاج كافار فيلم ''الكسوندر سينجر وماتيو موليي'' من فرنسا وسيرتا فيلم ''الهاشمي زرتال'' من الجزائر واكستريم صور ''جيا زههان كي'' من الصين.