أكد رئيس أركان الجيش الليبي، يوسف المنقوش، صباح أمس، أن القوات الليبية في طريقها إلى مدينة بني وليد لحفظ الأمن، تطبيقا لقرارات المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان). جاء قرار الزحف نحو بني وليد بعد فشل المفاوضات التي تقوم بها لجنة المصالحة الوطنية. وقد اعترف رئيسها حسين عبيدة الحبوني بتعثرها، متهما بعض أعضاء المؤتمر بتبني الحل العسكري. بينما تشير مصادر إعلامية إلى عدم تمكن الجيش من دخول المدينة، حتى ظهر أمس. وشهدت بني وليد قصفا على يد ميليشيات مصراتة الموالية للحكومة الليبية، أول أمس، خلفت ما لا يقل عن 11 قتيلا والعشرات من الجرحى. ورد مقاتلو بني وليد بإطلاق قذائف قتلت 4 مقاتلين. في هذه الأثناء اعتصم أعضاء من لجنة المصالحة أمام مقر المؤتمر الوطني العام، مطالبين الهيئة البرلمانية بتحمل المسؤولية. ووعد سالم الأحمر، عضو في المؤتمر الوطني، برفع ملف بني وليد إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في ''جرائم إبادة جماعية'' للمدنيين في بني وليد. وكانت قوى الجيش والميليشيات تحاصر بني وليد منذ أسبوعين، في انتظار دخولها، في حال فشل الوساطة لتسليم المطلوبين الذين اختطفوا وعذبوا حتى الموت عمران شعبان، المقاتل الذي كشف مخبأ القذافي في سرت في 20 أكتوبر .2011 وهناك أيضا أخبار متضاربة تشير إلى أن أعضاء من اللجنة دخلوا بني وليد، كما تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن التوصل إلى إبرام هدنة مع المقاتلين. غير أن جل المؤشرات توحي بعدم التوصل إلى حل سلمي يجرد الميليشيات من سلاحها. وقد صرح متحدث باسم الجيش الليبي إلى ''الغارديان'' البريطانية بأن ''الكثير من أزلام نظام القذافي مختبئون في بني وليد ولدينا قائمة باسمائهم وهم يقاتلون بضراوة ليعلموا أنهم سيقتلون قريبا''. وأكد أن الجيش سيطر على المطار. ومن جانبه، وصف رئيس لجنة الإعلام والثقافة في المؤتمر الوطني، حسن الأمين، في تصريح ل''القدس برس'' أن مدينة بني وليد ''مختطفة من قبل بقايا النظام السابق في ليبيا، في غرفة عمليات لإجهاض تحول المسار الديمقراطي في ليبيا''.