لماذا لا تكشف الاتحادية عن راتب المدرّب الوطني وحيد حاليلوزيتش، وتكتفي فقط بتضخيم ما حققه من مكاسب رياضية رغم أن ما تحقق اليوم لا يعادل عشر ما حققه المنتخب من دونه قبل ثلاث سنوات؟ أعيد طرح نفس السؤال الذي طرحه أحد الصحافيين على حاليلوزيتش في أول ندوة صحفية للمدرّب البوسني حين تولّى تدريب ''الخضر''، حتى أحاول فهم حقيقة العقد الذي يربط المدرّب بالاتحادية من حيث الأهداف المسطّرة.. فحين طُرح هذا السؤال، شعر المدرّب الجديد للمنتخب بالحرج وتفادى بشتى الطرق الإجابة عنه، بعدما ترك سائله الانطباع بأنه يتحامل عليه، فكان ذلك مخرجا للبوسني لإخفاء دخله عن الصحافيين. حاليلوزيتش قال بأن نصف نهائي المونديال هو هدفه، ورئيس الاتحادية قال غير ذلك، ثم تحدّث المدرّب عن ضرورة بلوغ نهائي الكأس، ربما ليحقق أفضل إنجاز من سعدان، لكنه ''صحّح'' ذلك في تصريح جديد، حين تراجع طموحه إلى المربّع الأخير، ونزل سريعا بالمنتخب، الذي رفعه إعلاميا إلى مصاف الكبار، بالتلميح إلى أن تجاوز الدور الأول مرهون بسحب القرعة. الكلام المتناقض للمدرّب الوطني حول حقيقة الأهداف المسطّرة، وخلافه حتى مع رئيس الاتحادية في قضية ''نصف نهائي المونديال''، يثير الشكوك حول قيمة العقد المالي بين المدرّب والرئيس، فلا يعقل أن يكون العقد يتضمّن أهدافا متناقضة، وليس طبيعيا أن تختلف تصريحات حاليلوزيتش حول نقطة مهمّة تتعلّق بالهدف المسطّر، وعليه فإن سرّ التناقض يلفّه غموض متعلّق أساسا بالأموال. كلام المدرّب المتضارب نقله الإعلام الفرنسي وليس الجزائري، ولم يتم نفيه من صاحبه، ما يعني بأن هذا الإعلام الذي يعتبره روراوة أكثر مصداقية من الإعلام الجزائري، نقل بأمانة ما قاله مدرّب المنتخب الجزائري، ومن هنا أصبح السؤال مشروعا حول أسباب عدم الاتفاق على هدف واحد غير قابل للتغيير من مشاركة المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا. فالقول بأن نصف نهائي المونديال هو هدف المنتخب الجزائري في صحيفة إعلامية أجنبية لا يتبعها أي نفي أو تصويب، يعني بالضرورة بأن تحقيق معجزة المعجزات، تجعل من مطالب ''الساحر'' المالية مشروعة، وإخفاء حقيقة ما تم الاتفاق عليه فعلا بين روراوة وحاليلوزيتش يؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ بأن البوسني يتقاضى راتبا لا يخطر على بال أحد، وحجّة رئيس الاتحادية ''المستترة'' في ''كرمه'' مفادها أن ''منقذ الكرة الجزائرية'' يعد بالمركز الرابع على الأقل بين العمالقة في موعد البرازيل. وطالما أن رئيس الاتحادية من هواة الهروب إلى الأمام، ومن محترفي اللّعب على الحبلين، يبقى الاعتقاد راسخا بأن ما يتقاضاه البوسني يفوق كل التوقعات، وبأن الحديث في العقد عن نصف نهائي المونديال حقيقة فعلا، لا علاقة لها بإيمان الرجلين بالمعجزات، إنما وظّفت لتكون غطاء رئيس الاتحادية لمواجهة آثار الصدمة عند الضرورة. [email protected]