قالت حركة النهضة ''إن آثار جرائم فرنسا في الجزائر لا يمكن أن يمحوها الزمن، ومع ذلك فإن مسؤوليها مازالوا يتطاولون علينا في كل مناسبة''، في إشارة إلى ما بدر من وزير الدفاع السابق جيرار لونغي الذي وصفته ب''السلوك المشين والأرعن''. وسجلت حركة النهضة ''مع الأسف فإن هذا التطاول والتبجح بالاستعمار يقع في بلادنا ونحن نستقبل بالحفاوة والترحاب ما يفوق ما نعطيه لأصدقائنا''. أبعد من ذلك قال الأمين العام للحركة فاتح ربيعي، أمس، أمام اللجنة التحضيرية للانتخابات المحلية بالعاصمة إنه ''من تطاولهم على بلادنا سنّهم قانون تمجيد الاستعمار''. وذكرت النهضة ''إننا لا ننتظر من المسؤولين الفرنسيين غير ذلك، وقد عودونا على هذه السلوكات المشينة، ولكن المشكل الحقيقي عندنا في الجزائر لماذا لا نكون بمستوى الحزم الذي كان عليه أسلافنا فندافع عن شرفنا وكرامتنا''. وأوضحت الحركة بأن ''السؤال هنا موجه لأولئك الذين جمّدوا قانون تجريم الاستعمار على مستوى البرلمان السابق، لماذا فعلتم ذلك واليوم تتباكون، وإذا كنتم جادين في نقدكم لفرنسا ولتصريحات قادتها ومسؤوليها فلا تقفوا في وجه المبادرات المقبلة''. وضمن هذا الإطار أعلنت حركة النهضة أنها ''سنعيد طرح مشروع تجريم الاستعمار في الأيام المقبلة ونرى كيف تتصرفون، كم تمنينا على الدولة الجزائرية أن تعبّر عن تطلعات الشعب الجزائري، فتطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها بشكل رسمي، ولكن لم نسمع منهم إلا همسا''. وترى الحركة بهذا الشأن ''إننا نعتقد جازمين أن عدو الأمس لا يقدّرنا إلا إذا قدّرنا أنفسنا، ولا يحترمنا إلا إذا وفرنا أجواء الاحترام ولا يعتذر لنا إلا إذا أرغمناه على ذلك، وطريق ذلك تكثيف الجهد الصادق لبناء الوطن وجعله في الريادة إقليميا وعالميا''. وبالنسبة للنهضة أن ''البناء القوي يتحقق من خلال مؤسسات قوية يشارك الشعب في تشييدها عن طريق انتخابات نظيفة وذات مصداقية، وما دامت هذه الانتخابات يغيب عنها الشعب، وتتعرض باستمرار للتشويه والتحريف والتزوير، فلا نستطيع بناء مؤسسات تحظى بالاحترام، وعندئذ ستظل تلاحقنا إهانات المستعمرين وأقدامهم السوداء''.