دعوة لاتخاذ تصريحات فرانسوا هولاند حول ممارسات الاستعمار كمرجعية أدان فوزي لمداوي، المستشار بالرئاسة الفرنسية، التصرف غير الأخلاقي الذي صدر عن وزير الدفاع السابق، جيرار لونغي، حيال مطلب الجزائريين الاعتراف بجرائم فترة الاستعمار، ووصفه ب''الموقف المتسم بالخسة والنذالة''، داعيا إلى اتخاذ تصريحات الرئيس فرانسوا هولاند حول ممارسات الاستعمار، مرجعية في موضوع الاشتغال على الذاكرة. قال لمداوي في اتصال مع ''الخبر''، إن ''الرجل السياسي المعزول (في إشارة إلى لونغي) الذي صدر عنه التصرف المشين، والذي ينتمي إلى الفريق الحكومي السابق، لا يمثل إلا نفسه''. وأوضح أن الحركة غير الأخلاقية التي أظهرها تلفزيون مجلس الشيوخ الفرنسي، ''تتصف بالخسة والنذالة، صاحبها عرّض نفسه لموقف غير مشرّف''. وأفاد فوزي لمداوي، وهو من أصل جزائري من مواليد قسنطينة، بأن ''ما يهم هو ما صدر من موقف صريح وحازم من جانب رئيس الجمهورية حول شرور الاستعمار''. يقصد ما جاء على لسان فرانسوا هولاند عندما زار الجزائر في ديسمبر 2010 بدعوة من عبد العزيز بلخادم، أمين عام جبهة التحرير الوطني، من موقعه مسؤولا بالحزب الاشتراكي الفرنسي، إذ ذكر وقتها أن الاستعمار ''بطبعه مدان ويستحق الشجب لأنه ظالم''. وقال أيضا إن فرنسا ''ستصبح أكثر عظمة عندما تتحمّل مسؤولية تاريخها''. وفهم من كلام هولاند آنذاك أنه مستعد لخطوة جريئة في اتجاه الاعتراف بجرائم الاحتلال، في حال انتخب رئيسا لفرنسا. وأضاف لمداوي بخصوص الموقف المثير للاستياء للبرلماني اليميني: ''لا شيء بإمكانه أن يبعد رئيس الجمهورية عن الهدف الذي سطّره، وهو الوصول إلى إقامة شراكة إستراتيجية مع الجزائر''، وهو المسعى المنتظر تحقيقه في الزيارة المنتظرة للرئيس هولاند إلى الجزائر، الشهر المقبل. وتابع: ''مع رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند، ستكون العلاقات بين بلدينا مدعوة إلى الدخول في مرحلة جديدة من الهدوء، وستكون متفتحة على المستقبل''. مشيرا إلى أن إدانة هولاند الاستعمار ''كانت دائما صريحة وواضحة''. وبهذا الموقف الصادر عن أبرز مساعدي هولاند بقصر الإليزي، تكون الرئاسة الفرنسية قد أعلنت بأن موقف منتخب حزب ''الاتحاد من أجل حركة شعبية''، لا تلزم الدولة الفرنسية في أي شيء بخصوص ملف الذاكرة مع الجزائر. وذكر لمداوي أن فرنسا ''التي صاغت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يجب أن تظهر كنموذج في التعاطي مع تاريخها وستزداد عظمة من خلال ذلك''. وتابع في نفس السياق: ''إن الاشتغال على الذاكرة لا ينبغي النظر إليه على أنه انتكاسة، طالما أنه يتيح لكل واحد من البلدين أن يفهم الماضي، لتحضير المستقبل بشكل أفضل''. مشيرا إلى أن ''الاتحاد في إطار الأخوّة أقوى من أي شيء''.