اعتبر المخرج السينغالي ذو الأصول المالية، موسى توري، أن إنتاج 35 فيلما وثائقيا، بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، قليل جدا، مقارنة بما تملكه الجزائر من إمكانيات. وكشف في لقاء مع ''الخبر''، على هامش عرض عمله الوثائقي المعنون باللّغة الكتالانية ''ناوستراس'' بمارسيليا، أنه سيحضر، في الأيام القليلة القادمة، إلى الجزائر لعرض فيلمه الأخير المعنون ''لوبيروك''. لماذا اخترت الكتالانية ناوستراس لغة لعملك الوثائقي؟ أشارك باستمرار في المهرجان السينمائي لمدينة برشلونة، في مقاطعة كتلانية بإسبانيا. وفي أحد الأيام، سألني أحدهم: لماذا لا تفكر في عمل يصوّر التوافد والتواجد المتواصل للجالية المالية بالقرى الإسبانية؟ ومن هنا جاءتني الفكرة لتصوير وثائقي، يحكي المعاناة التي وجدها المئات من الشباب الماليين من الذين استقروا بقرية صغيرة قرب برشلونة، حيث واجهوا صعوبات كبيرة للاندماج في المجتمع الكتالوني. وعندما كنت أعطي الكلمة والمكروفون للماليين، يقولون إن الكتالون هم سبب عدم الاندماج، لأنهم عنصريون يرفضوننا ويغيّبوننا عن حفلاتهم ولقاءاتهم. وعندما كنت أحاور الجهة الأخرى، كان الأهالي الإسبان يقولون إن المهاجرين غامضون ولا يلقون التحية، ولا يريدون تعلم لغتنا، وهي أسباب عدم اندماجهم. ومن هنا، جاءت فكرة عنوان الفيلم ''ناوستراس''، ومعناه ''نحن وهم''. وشاركت به في عدة مهرجانات، مثل هوليوود ووافادوفو. كيف ترى واقع السينما الإفريقية؟ شاركت في مهرجان ''كان'' هذا العام، وحضرت عرض أربعة أعمال فقط من إفريقيا، أحدها لمرزاق علواش من الجزائر. وحين تنظر إلى مهرجان ''كان''، تستطيع أن تعرف مستوى السينما الإفريقية. لا أقول إنها ليست ناضجة، من حيث الطرح والمواضيع المتناولة، لكن من حيث قوة الكمية والجمالية، إذ يريد البعض أن يضعها على الهامش، مثل وضع المهاجرين الأفارقة بالضبط. من تقصد؟ أقصد أوروبا.. لأسباب سياسية واقتصادية، وحتى بعض الحكومات في إفريقيا والعالم العربي لا يريدون سينما إفريقية قوية. لكن الجزائر، مثلا، أنتجت 35 وثائقيا سينمائيا سنة 2011 بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية؟ خمسة وثلاثون وثائقيا بالنسبة لبلد مثل الجزائر، لا تساوي شيئا.. أنا بمفردي أستطيع أن أنجز هذا الكم، مقارنة بما تملكه الجزائر من قدرات مادية وتراثية، لا يمكن وصفها وتقديرها. فالجزائر يمكن أن تنتج وتنجز أكثر من هذا بكثير. وإفريقيا لها من القصص والتراث غير المادي ما يجعلها مهد الإنسانية، ما لنا من قصص لم يكتب بعد.. ولم يقدم ويمثل بعد.. وأنا بصدد التفكير في عمل سينمائي خيالي، يحكي قصة شابين من بشرة سوداء، واحد جزائري والآخر إفريقي، يسلكان الطريق الصحراوي، ويعبران الساحل. وتخيلوا معي التلال وصعوبة المسالك، وكل التضاريس الإفريقية الرائعة والمهيبة. وماذا عن جديد موسى توري؟ في بداية الشهر المقبل، سأكون في الجزائر لعرض عملي الأخير ''لوبيروك'' أو السفينة، والذي يعرض حاليا بدور السينما بفرنسا، ويحكي أيضا قصة المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا.