دعا معارضو عبد العزيز بلخادم، أمين عام جبهة التحرير الوطني، إلى ''الوفاء بتعهده بتقديم استقالته من القيادة بعد الهزيمة التاريخية التي مني بها الحزب في الانتخابات المحلية''. وذكر عبد الكريم عبادة، منسق ''حركة تقويم وتأصيل الأفالان''، في اتصال مع ''الخبر''، أن الحزب ''يتألم اليوم ويتجرع مرارة الخيبة، لأن ما أفرزته نتائج محليات 29 نوفمبر 2012 هزيمة شنعاء للأفالان الذي كان يحصد ما بين 700 وألف بلدية، فسقط إلى الحضيض بنتيجة 153 بلدية''. واعتبر عبادة حصيلة الحزب، رغم احتفاظه بالريادة، ''تراجعا أكيدا مقارنة بمحصوله في استحقاقي 2007 و.2002 وسبب تقهقرنا سياسات الأمين العام الرعناء''. وأبدى بلخادم غداة الإعلان عن النتائج، ارتياحه لما حققه الحزب وقال إن ''الشعب بفضل الله أكرمنا بهذه النتيجة''. وتساءل عبادة تعليقا على تفاؤل بلخادم: ''أريد أن أعرف ما هي الزيادة التي أضيفت لرصيد الأفالان على حد زعم بلخادم؟ الحديث عن الانتصار يكون ذا معنى لو أخذنا 900 بلدية، أما ما حدث للحزب فهو خسران مبين يتحمل الأمين العام مسؤوليته''. وأضاف: ''في انتخابات 1997 حققنا نتائج أفضل من هذه رغم التزوير''. داعيا بلخادم إلى الاستقالة ''فقد صرح قبل الانتخابات بأنه سيتنحى إذا لم يحصل الحزب على الأغلبية في ألف بلدية. الآن لا بد أن يفي بوعده بأن يستقيل هو وجماعته أعضاء المكتب السياسي''. وانتقد عبد العزيز بلخادم، قبل الاقتراع، خصومه في الحزب بشدة فاتهمهم ب''إعطاء الانطباع بأن حزبهم مهزوم بينما هو ناجح''. واستغرب مطالبته بالاستقالة بعد الفوز العريض للأفالان في تشريعيات ماي الماضي. عن ذلك يقول عبادة: ''بلخادم بارع في جعل الباطل حقا وفي تحويل الهزيمة إلى انتصار وانتهاج سياسة إنزال الحزب إلى الأسفل''. وأشار إلى أن أحزابا ''لا يزيد عمرها عن شهرين حصلت على الأغلبية في 25 بلدية وأكثر، فبأي انتصار يتبجح الأمين العام وحزبنا يملك كل هذا الرصيد النضالي والشعبي؟''. وتعود أسباب ما يعتبره عبادة ''خسارة''، إلى ''عدم ترشيح المناضلين الحقيقيين الذين انزوى أغلبهم في بيوتهم يتحسرون. في المقابل رشح الأمين العام أشخاصا لا يملكون شعبية ولا تكوينا، زيادة عن كونهم غرباء عن حزبنا. لقد رفع بلخادم شعار التشبيب والتأنيث فجلب شبابا ونساء بدون قناعة سياسية. وفي الحقيقة هو اختار المرشحين بمقياس الانتماء إلى الزمرة والجهة''.