كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يأكل متكئًا، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا آكل متكئًا'' رواه البخاري ومعنى (المتكئ): هو المعتمد على الوِطاء الّذي تحته. وكان لا يأكل صلّى الله عليه وسلّم منبحطًا، ومعنى (منبطحًا): أي مستلقيًا على بطنه ووجهه، فقد جاء النّهي عن ذلك، كما روى ذلك ابن ماجه. وكان من هديه صلّى الله عليه وسلّم في هذا الشأن، أنّه يسمّي الله تعالى في أوّل طعامه ويحمده في آخره. فعن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكُر اسم الله في أوّله فليقُل بسم الله أوّله وآخره'' رواه أبو داود. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا أكل طعامًا قال الحمد لله الّذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين'' رواه ابن ماجه. ثمّ إنّ من هديه صلّى الله عليه وسلّم الأكل باليمين وممّا يليه، فقد جاء عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإنّ الشّيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله'' رواه مسلم، وثبت عن عمر بن أبي سلمة قال: أكلتُ مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ''سَمَّ الله وكُلْ بيمينك وكُلْ ممّا يليك'' متفق عليه. وكان عليه الصّلاة والسّلام قليلاً ما يشرب قائمًا، حتّى قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يشربن أحدكم قائمًا'' رواه مسلم، ومن كمال هديه صلّى الله عليه وسلّم في الطعام أنّه كان لا يرد موجودًا ولا يتكلّف مفقودًا، فما قُرَّب إليه شيء من الطيّبات إلاّ أكله، إلاّ أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: ''ما عاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه'' رواه البخاري ومسلم، وكان عليه الصّلاة والسّلام يدعو لصاحب الطعام فيقول: ''أفطر عندك الصّائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم الملائكة'' رواه أبو داود.