تعثرت عمليات تنصيب مجالس بلدية، في ولايات، وأقيمت بأريحية في ولايات أخرى، وشارفت نفقا مسدودا في بلديات، بسبب عدم التئام التحالفات، بينما لازالت حالة الترقب والانتظار في الشارع مخيمة وسط من منحوا أصواتهم لأحزاب دون أخرى، في ظل مخاوف من انسداد قد يعمر طويلا. تعثرت عملية تنصيب عدة مجالس بلدية بولاية الجلفة، نهاية الأسبوع، في ظل الصراعات القائمة ببعض البلديات، رغم أن البعض منها كان حائزا على الأغلبية المطلقة، والبعض الآخر لم يحصل على التحالفات الكافية، ما جعلها تتأجل إلى وقت لاحق، في الوقت الذي نصبت فيه بعض المجالس البلدية على غرار الدويس وعين الشهداء والقديد. وقد وجد الكثير من رؤساء الدوائر عبر الولاية صعوبة في تنصيب بعض المجالس البلدية في ظل الصراعات وحرب التحالفات، رغم أن بعض الأحزاب كانت قد حصلت على الأغلبية المطلقة وتجاوزت النسبة المطلوبة للتحالف، وهو ما حدث في بلدية بن يعقوب حيث تم تأجيل التنصيب إلى نهار اليوم السبت، بعد أن وقفت التحالفات ضد تنصيب رئيس البلدية الحائز على الأغلبية. وقد أقدم المواطنون على غلق مدخلها ونشبت عراكات بين مؤيدين لتنصيب المنتخب الحاصل على الأغلبية، وهو من حزب جبهة التحرير الوطني، ومعارضين له من باقي القوائم، فيما تم التأجيل أيضا ببلديتي عين معبد التي تحالفت قوائمها ضد قائمة الأرندي التي حصلت على الرتبة الأولى دون الأغلبية المطلقة، ونفس الشيء حصل في بلديتي سيدي بايزيد والمجبارة. وفي تحالف مفاجئ، أنهى حزبا الأفالان والأرندي حالة الترقب والقلق بالشارع في أفلو، في ولاية الأغواط، وأبرما اتفاقا يقضي بتشكيل المجلس البلدي لاستحواذهما على أغلبية المقاعد، حيث تم الاتفاق على إسناد رئاسة المجلس لمترئس قائمة الأفالان، بينما يتم تقاسم النيابة واللجان في المكتب التنفيذي، وترك الباب مفتوحا أمام التشكيلات الأخرى الفائزة في الانتخابات للالتحاق بها. وقد فاجأ الحزبان الشارع بهذا التحالف نظرا للتجاذبات التي كانت تطبع العلاقات بينهما، لكن يبقى الشارع يترقب ما يفرزه الصندوق غداة تنصيب المجلس وانتخاب رئيس البلدية عن طريق الاقتراع السري. لعبة التحالفات تخترق المساجد وفي الطارف، كسبت قائمة الأرندي للمجلس الشعبي الولائي، مؤقتا، الأغلبية المطلقة، بتحالفها مع قائمتين وعضوين من قائمة ثالثة وثلاثة أعضاء من الأغلبية النسبية لغريمه الأفالان، في انتظار الصندوق الذي سيؤكد مصداقية التحالفات من عدمها. لكن الخيانة صارت هاجسا يؤرق البعض، لكنها تظل أمل البعض الآخر رغم أن العملية وثقت ووقعت وفقا لمحاضر رسمية لدى المحضرين القضائيين وكانت محل قسم جماعي على المصحف الشريف في المسجد، خاصة أن اللعبة قبل وضع الصندوق بين القوائم شابتها الشكوك في تفضيل منتخب على آخر بامتيازات مالية مسبقة ''كاش'' ووعود بامتيازات أخرى ضمن مسؤوليات المجلس الشعبي الولائي، ومن ذلك أن عضوا من إحدى القوائم خان القسم والمحضر الرسمي وباع صوته مقابل سيارة، وغاب نهائيا عن الأنظار بعدما أغلق هاتفه النقال، فاتحا الشهية لتردد البعض الآخر في خرقهم للاتفاقيات الجماعية والبحث عن منافع فردية. وقبل امتثال الجميع أمام الصندوق بحر هذا الأسبوع، تطورت التحركات إلى اختراق التحالفات بكل الوسائل المتاحة، وتفكيك مواقفها الجماعية إلى مواقف وخيارات فردية. ووسط هذه التحالفات التي تتحكم فيها المصالح الشخصية، يقف الناخبون بعد أداء واجبهم الانتخابي موقف المتفرج على تحالفات عديمة الأخلاق السياسية والمبادئ. مخاوف الانزلاق.. موازاة مع ذلك، حذرت المصالح الأمنية من حدوث مواجهات بين أنصار القوائم الحزبية الفائزة بمقاعد المجالس الشعبية البلدية بالطارف، على هامش عملية انتخاب وتنصيب رؤسائها التي ستنطلق غدا الأحد. وجاءت مخاوف ذات المصالح بعد معلومات تفيد بأن منتخبي القوائم جندوا مناصريها من مختلف أحياء البلديات لممارسة الضغط على الإدارة، ومن جهتها طالبت الجهات الإدارية بالحماية الأمنية لمقرات البلديات ومنع التجمعات في محيطها. وفي سكيكدة، اعترض مواطنون، أول أمس، على تنصيب رئيس بلدية عين بوزيان المنتمي إلى حزب الأفالان، والذي يحوز على الأغلبية. ويأتي هذا الاعتراض في الوقت الذي راسلت وزارة الداخلية الولاة، تأمرهم بتطبيق المادة الثامنة بالنسبة للبلديات التي لاتزال تعيش انسدادا بين الأحزاب. وتعد بلدية عين بوزيان البلدية الأولى في سكيكدة التي اعترض مواطنوها على تنصيب رئيس البلدية. الاحتكام إلى العصي والكراسي لفرض رئيس البلدية أما بسوق أهراس، فقد انضم أربعة منتخبين ببلدية ويلان، عن حزب عهد ,54 إلى التجمع الوطني الديمقراطي، لتدعيمه في تحالفه ضد منتخبي حزب جبهة التحرير، بينما عرفت عملية تنصيب مجلس بلدية المشروحة مواجهات عنيفة بين المنتخبين، احتكم فيها المتحالفون ضد قائمة الأفالان الفائزة ب5 مقاعد، للعصي والكراسي، ما خلف 4 جرحى بين الطرفين، على خلفية رفض منتخبي الأرندي وحمس تنصيب رئيس البلدية من كتلة الأفالان. وطالت المواجهات وأعمال العنف المتبادلة بين المنتخبين كلا من بلديات سدراتة، لخضارة، أولاد مومن، وأولاد إدريس، حيث لم يتمكن رؤساء الدوائر من تنصيب رؤساء هذه المجالس أمام الحساسيات التي صنعتها التحالفات وتبادل التهم حول شراء الذمم فيما بين المنتخبين. وفي المسيلة، أدى الاتفاق الموثق المبرم أول أمس بين الأفالان و''الفجر الجديد'' ببلدية عين الخضراء، والقاضي بالتحالف ضد حركة حمس إلى قطع طريق العهدة الرابعة على هذه الأخيرة، رغم استحواذها على ثمانية مقاعد من ضمن 19 المشكلة للمجلس البلدي، ستة منها عادت للفجر الجديد وخمسة للأفالان. وتأتي أهمية عين الخضراء التي ضاعت كآخر قلعة من القلاع الحصينة للحركة، نظرا لحظوتها عند أبو جرة سلطاني التي طالما استشهد بها في خطاباته وكرسها كنموذج للحركة في حسن التسيير المحلي، قبل أن تبعدها التحالفات. أما في بلدية حمام الضلعة، فقد أقدم أزيد من 200 مواطن من سكان قرية الدريعات، أول أمس، على غلق مقر البلدية احتجاجا على ما أسموه ''تحالفا بين حزبي الفجر الجديد والأرندي على خلفيات يشتم منها رائحة العنصرية''. ''أخوة'' بين الأفالان والأفافاس والأرندي التحالف في تيزي وزو تم في أريحية تامة، بعد أن وقعت قيادة الأفافاس على بروتوكول اتفاق مع قيادتي الأفالان والأرندي، ينص على تحالف الأطراف الثلاثة للتعاون فيما بينها في تسيير المجلس الشعبي الولائي والمجالس الشعبية البلدية للولاية. التحالف الذي يدفع ثمنه حزب الأرسيدي، يعد الأول من نوعه، ولم يسبق للمنطقة أن سجلت مثله بالنسبة لتسيير المجالس الشعبية البلدية. وقد توصلت قيادتا الأفافاس والأفالان لإقناع الأرندي بالتوقيع على الاتفاق المتضمن التزام كل حزب من الثلاثة على تقديم السند والدعم لمرشح رئاسة المجلس الشعبي البلدي للحزب المتحصل عل أكبر المقاعد أو الأصوات. كما يتضمن الاتفاق اعتلاء الأفافاس، صاحب 17 مقعدا من أصل 47 مقعدا بذات الهيئة، رئاسة المجلس الشعبي الولائي مع منحه منصب نائب الرئيس لكل من الأفالان والأرندي الحائزين على 7 مقاعد لكل واحد من الحزبين وكذا رئاسة لجنتين بالمجلس المذكور.