غيّرت عصابات التهريب في الجنوب تكتيكاتها لمواجهة القبضة الأمنية الحديدية التي يفرضها الجيش ومصالح الأمن لحصار التهريب، حيث لجأ زعماء العصابات إلى تجنيد سائقين من مالي والنيجر للحفاظ على أسرارهم. بلغ عدد الموقوفين الأجانب بتهمة التهريب في الجنوب سنة 2012، حسب مصادر أمنية، 87 شخصا، منهم 3 سيّدات، عدد كبير من هؤلاء توبع بتهم تهريب المخدرات عبر الحدود، ومنهم من وجهت له تهمة تهريب سجائر ووقود وغيرها. وقال مصدر من مجلس قضاء تمنراست إن 32 شخصا من جنسية مالية، يتابعون في محاكم ولاية تمنراست بتهم التهريب، 8 منهم اتهموا بتهريب المخدرات، و12 بحيازة أسلحة مهرّبة موجهة للبيع في قضايا بعيدة عن نشاط الجماعات الإرهابية. وفي كل القضايا المطروحة أمام التحقيق القضائي، لم يتمكن المحققون من الوصول إلى زعماء العصابات، بسبب صعوبة التواصل مع المتهمين، بالإضافة إلى جهل أغلبهم بأي معلومات حول الهوية الحقيقية لمن جندهم. وفي السياق، ذكر لنا مصدر من المجموعة الجهوية للدرك الوطني بتمنراست، أن مصالح الأمن والدرك تلجأ، بصفة دورية، لتقنية رسم ملامح وجوه المتهمين، بناء على الأوصاف التي يقدّمها المتهمون الموقوفون من أجل الوصول إلى أباطرة عصابات التهريب. وتشير إحصاءات للمجموعات الولائية للدرك الوطني في تمنراست وإليزي وغرداية، إلى أن وحدات الدرك والجيش حجزت، في الأشهر ال11 الأولى من العام الجاري، 29 قطعة سلاح لم تكن موجهة للجماعات الإرهابية، و14 قنطارا من الكيف المعالج، و31 ألف خرطوشة سجائر، و172 سيارة، و19 شاحنة، خلال 210 عملية ناجحة لمكافحة التهريب في الجنوب خلال عام .2012 وأوقفت قوات الجيش والدرك وحرس الحدود 194 مهرّب، منهم 66 متهما بتهريب مخدرات، ويوجد بين الموقوفين 87 شخصا من جنسيات مالية ونيجيرية وموريتانية. وأدت سيطرة الجيش والدرك الوطني على المسالك الصحراوية السرية المستعملة في التهريب إلى الحدّ من التهريب خلال عام 2012 الذي شهد انحسارا في نشاط التهريب، ما أدى إلى رفع أسعار السجائر المهرّبة في ما يسمى ''بورصة السجائر السرية'' في تمنراست. ولجأت عصابات التهريب في الجنوب، حسب مصدر أمني، لتغيير طرق تنقلاتها البرية، وباتت تعتمد على التنقل عبر الطرق المعبّدة وتتجنب المسالك الصحراوية السرية قدر الإمكان، مع ابتكار طرق جديدة وغير معروفة لإخفاء السلع المهرّبة. وأكدت حصيلة نشاطات مكافحة التهريب للعام المنصرم، بأن أكثر من 90 بالمائة من قضايا تهريب الأسلحة انحصرت في ولايتي تمنراست وإليزي، و40 بالمائة تقريبا من نشاط مهرّبي المخدرات والسجائر انحصر في ولاية تمنراست، و30 بالمائة منه تقريبا تم ضبطها في وسائل نقل كانت تعبر الطرق المعبّدة، الوطنية والولائية. ويعني هذا، حسب مصادرنا، نجاح أساليب مكافحة التهريب عبر المسالك والطرق الصحراوية السرية، بفعل التواجد الأمني والعسكري الكثيف، ثم المراقبة الجوية والبرية المتواصلة للصحراء. وكانت مصالح الدرك الوطني في الجنوب قد أحبطت، خلال أقل من شهر، 4 محاولات لإدخال سجائر أجنبية، وتم في هذه الفترة حجز 4 شاحنات وسيارة دفع رباعي، وأكثر من 28 ألف خرطوشة سجائر أجنبية مهرّبة. وأعلن مصدر من المجموعة الولائية للدرك بغرداية عن حجز 18 ألف خرطوشة سجائر مهرّبة في شهر نوفمبر الماضي، ومعها تم ضبط 3 شاحنات، وإيقاف 4 مهرّبين. وفي تمنراست، تم ضبط 12 ألف خرطوشة سجائر مهرّبة، معها سيارة تويوتا ستايشن وشاحنة، وإيقاف مهرّبين اثنين.