أدت سيطرة الجيش والدرك الوطني على المسالك الصحراوية السرية المستعملة في التهريب، إلى رفع أسعار السجائر المهربة فيما يسمى ''بورصة السجائر السرية '' في تمنراست. شن الدرك الوطني في غرداية وتمنراست حملة جديدة لمكافحة التهريب استهدفت تشديد الرقابة على الطرق المعبدة بعد ورود معلومات حول تغيير المهربين لطرق التسلل من المسالك الصحراوية إلى الطرق المعبدة. ولجأت عصابات التهريب في الجنوب، حسب مصدر أمني رفيع، لتغيير طرق تنقلاتها البرية وباتت تعتمد على التنقل عبر الطرق المعبدة وتتجنّب المسالك الصحراوية السرية قدر الإمكان، مع ابتكار طرق جديدة وغير معروفة في إخفاء السلع المهربة. وقال تجار سجائر من تمنراست وغرداية بأن السجائر المهربة عبر الحدود الجنوبية ارتفعت أسعارها ب12 دينارا خلال شهر نوفمبر بفعل نقص السجائر المعروضة لدى تجار الجملة الذين يتعاملون مع المهربين وارتفعت الأسعار هنا منذ بداية العام الجاري ب 18 دينارا للعلبة الواحدة تقريبا بفعل نقص الكميات المعروضة، وبينما لم تتعد قيمة علبة ''ليجوند'' في المناطق الحدودية بولاية تمنراست 20 دينارا في الأشهر الأخيرة من عام 2009 تراوحت قيمتها في الأيام الماضية بين 35 و38 دينارا. وارتفع سعر علبة السجائر من نوع ''غولواز'' إلى 75 دينارا بواقع 18 دينارا ارتفاع كذلك. وأكدت حصيلة نشاطات مكافحة التهريب لشهر نوفمبر الماضي، بأن أغلب السجائر المهربة المحجوزة في ولايتي غرداية وتمنراست تم ضبطها في وسائل نقل كانت تعبر الطرق المعبدة الوطنية والولائية، وهو ما يعني حسب مصادرنا نجاح أساليب مكافحة التهريب عبر المسالك والطرق الصحراوية السرية بفعل التواجد الأمني والعسكري الكثيف ثم المراقب الجوية والبرية المتواصلة للصحراء. وفي هذا السياق أحبط الدرك الوطني في الجنوب خلال أقل من شهر 4 محاولات لإدخال سجائر أجنية وتم في هذه الفترة حجز 4 شاحنات وسيارة دفع رباعي وأكثر من 28 ألف خرطوشة سجائر أجنبية مهربة. وأعلن مصدر من المجموعة الولائية للدرك بغرداية عن حجز 18 ألف خرطوشة سجائر مهربة في شهر نوفمبر الماضي ومعها تم ضبط 3 شاحنات وإيقاف 4 مهربين. وفي تمنراست تم ضبط 12 ألف خرطوشة سجائر مهربة معها سيارة تويوتا ستيشن وشاحنة وإيقاف مهربين اثنين. وتتشابه كل عمليات مكافحة التهريب الأخيرة في أنها تمت في طرق معبدة. وتشير مصادرنا إلى أن استراتيجية استنزاف الموارد المالية للمهربين والرقابة الدائمة للصحراء أكدت فاعليتها.