يرى قائد الولاية التاريخية الرابعة، يوسف الخطيب، أنه قبل الحديث عن مظاهرات 11 ديسمبر 1960، ينبغي تقديم صورة عن الوضعيتين العسكرية والسياسية اللتين سبقتها ''حتى نفهم بأن هذه المظاهرات لم تكن عفوية، مثلما يعتقد الكثير''. وأوضح يوسف الخطيب، أمس، خلال محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي ''لخضر رباح''، ببلدية محمد بلوزداد في الجزائر العاصمة، بمناسبة الذكرى ال52 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، أن شارل ديغول لما وصل إلى الجزائر في ماي 1958، استعمل ورقة الهجوم العسكري، كما أنه استقدم الجنرال شارل ومنحه كافة الوسائل اللازمة للقضاء على الثورة، بعد أن وعده الأخير بذلك. وقال الخطيب إن الجنرال شارل استخدم مختلف المعدات الحربية، من طيارات ومدافع ومروحيات، حين تنفيذه مخطط ''شارل'' الذي كبّد جيش التحرير الوطني خسائر وخيمة، منها أن الولاية الرابعة التي كانت تضم 9 آلاف مجاهد في صفوفها، لم يبقَ منهم سوى 6 آلاف، وهو ما جعل جيش التحرير يقرر تقسيم الوحدات إلى أفواج. وهذا، يضيف المتحدث، على الصعيد العسكري. أما على الصعيد السياسي، فقد قررت الولاية الرابعة إعادة النظام إلى المدن، كما استأذنت الحكومة المؤقتة لتنظيم الجزائر العاصمة. وأكد المتحدث أن ديغول فشل لأن الشعب الجزائري برمته التف حول الثورة وتلاحم مع جبهة التحرير الوطني. مشكّلا بذلك جبهة ثالثة، هي جبهة الشعب التي أنقصت الضغط على جيش التحرير الوطني.