أكد الدكتور يوسف الخطيب ( العقيد سي حسان) أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كانت لها نتائج “هامة” في منظمة الأممالمتحدة التي قامت بالمصادقة على حق الشعوب في تقرير المصير من خلال تأييد 60 صوتا مقابل 8 معارضين خلال اجتماع طارئ يوم 20 ديسمبر 1960، كما أن هذه المظاهرات التي نظمتها جبهة التحرير الوطني كونت جبهة أخرى من جبهات الثورة الجزائرية بفضل تلاحم الشعب الذي عبر عن موقفه في الدفاع على أرض “الجزائر الطيبة”. وأوضح الدكتور يوسف الخطيب (العقيد سي حسان) في محاضرة بالمركز الثقافي “لخضر رباح” المحاذي للمعلم التاريخي 11 ديسمبر ببلدية بلوزداد حول “مظاهرات 11 ديسمبر 1960” أن الشعب الجزائري عبر عن تمسكه بتقرير مصيره خلال تلك الأحداث التي كانت لها نتائج هامة في منظمة الأممالمتحدة التي صادقت بعدها على هذا المطلب أي بعد أن خرج الشعب الجزائري للتظاهر في مختلف ولايات الجزائر خاصة بالعاصمة وبالتحديد من بلدية بلوزداد رافعين شعار “الجزائر جزائرية”. وأشار السيد يوسف الخطيب في هذا الصدد إلى أن تلك المظاهرات كان لها تأثير “حاسم” في مصادقة الأممالمتحدة على اللائحة يوم 20 ديسمبر 1960 المكرسة لحق الشعب الجزائري في تقرير المصير، حيث أوضح أنها المرة الأولى التي تقوم فيها دول كبرى مثل الولاياتالمتحدة بالامتناع عن التصويت حول “القضية الجزائرية” وتوقفت عن مساندة الموقف الاستعماري لفرنسا. وأكد “سي حسان” أن مظاهرات “11 ديسمبر” لم تكن عفوية مثلما هو شائع بل كانت منظمة من طرف جبهة التحرير الوطني التي قررت يوم 10 ديسمبر الخروج للتظاهر، حيث قام ضابط الجبهة آنذاك “سي زوبير” باستدعاء المناضلين لتحضير اللافتات التي تحمل مختلف الشعارات “الجزائر جزائرية” ،«يحيا فرحات عباس”، «تحيا الجزائر المسلمة” للخروج للتظاهر في اليوم الموالي وإفشال “المخطط” الذي أعده قائد الثورة الفرنسية «ديغول” الذي كان يهدف إلى تدمير جيش التحرير الوطني عسكريا ونجحت المظاهرات بفضل تجند الشعب الجزائري خلف قادته في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. واعتبر العقيد حسان أن مظاهرات “11 ديسمبر 1960” التي ذهب ضحيتها حوالي 112 متظاهرا مثلت حالة إصرار على المضي بالثورة إلى مداها المطلوب وأسمعت صوتها (أي الانتفاضة) آلاف الحناجر التي هتفت من أجل جزائر حرة ومستقلة وتترجم وقائعها معاني التحدي لدى الجزائريين وفشل المحتل الفرنسي بمختلف أجهزته الأمنية والاستخباراتية في احتواء الثورة.