عبر الاتحاد الإفريقي عن تذمره من ''الظروف'' التي جاءت فيها استقالة رئيس الوزراء المالي، شيخ موديبو ديارا، ودعا عسكر البلاد إلى الابتعاد عن السلطة المدنية. فيما قالت ''حركة أنصار الدين'' إنها مرتاحة لتنحية ديارا، الذي كان من المتحمسين للخيار العسكري في شمال البلاد عكس تنظيم إياد آغ غالي. وذكر الاتحاد الإفريقي، في بيان أمس، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أنه ''حريص على احترام الشرعية الدستورية في مالي''. وعبر في المقابل عن ارتياحه لاستخلاف ديارا، برئيس وزراء جديد هو ديانغو سيسوكو. واعتبرت ذلك ''أملا في تشكيل حكومة تضم كل الأطراف وبسرعة، تكون قادرة على فرض سلطة الدولة كاملة على التراب الوطني، وتنظيم انتخابات نظيفة وذات مصداقية''. وقد أعلنت التلفزة الرسمية المالية، مساء الثلاثاء، أن ديونكوندا تراوري، الرئيس المالي بالوكالة، عين ديانغو سيسوكو وزيرا أول مكلفا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من استقالة الوزير الأول السابق الشيخ موديبو ديارا. وجاء في مرسوم رئاسي تمت قراءته في التلفزيون الرسمي أن الرئيس تراوري عين وسيط الجمهورية، ديانغو سيسوكو، البالغ من العمر 62 عاما، رئيسا جديدا للوزراء خلفا لموديبو ديارا. ويشغل سيسوكو، وهو دكتور في الحقوق، منصب وسيط الجمهورية منذ مايو 2011، فيما سبق أن شغل منصب أمين عام رئاسة الجمهورية في نظام الرئيس موسى تراوري الذي أطيح به عام 1991 بعد حكم استمر أكثر من 22 عاما. وشغل سيسوكو أيضا نفس المنصب ما بين 2008 و2011، وذلك خلال حكم الرئيس السابق أمادو توماني توري، الذي أطيح به في انقلاب 22 مارس الماضي. وكان ديونكوندا تراوري أعلن في خطاب ألقاه في وقت سابق أنه تسلم وقبل رسميا استقالة شيخ موديبو ديارا، وكذلك استقالة حكومته التي أعلن عنها فجر الثلاثاء تحت ضغط العسكريين الانقلابيين السابقين. كما أعلن أن الحكومة الجديدة للبلاد ستشكل قبل نهاية الأسبوع الحالي. ومعروف أن العسكر الذين دبروا ونفذوا انقلاب 22 مارس الماضي يرفضون بشدة تدخلا عسكريا أجنبيا في شمال مالي، على خلاف موديبو ديارا الذي انخرط بقوة في مسعى تشكيل قوة متعددة الجنسيات، تمهيدا للمواجهة مع الجماعات المسلحة في مناطق الشمال. وكتبت صحف محلية أن الانقلابيين السابقين وضعوا ديارا في الإقامة الجبرية مباشرة بعد استقالته. لكن زعيم الانقلابيين النقيب سانوغو نفى ذلك. ورحبت جماعة أنصار الدين الإسلامية باعتقال الوزير الأول، الشيخ موديبو ديارا، واعتبرت استقالته ''خطوة جريئة وعملا إيجابيا''، مشيرة إلى أن ديارا ''كان من أشد المتحمسين'' للتدخل العسكري الإفريقي في الشمال المالي. وأضافت الجماعة في بيان نشره موقع ''صحراء ميديا'' الموريتاني أمس، أن ''هذه الخطوة لها دلالات قوية، وتوحي بأن حكام باماكو بدأوا يدركون أنهم كانوا يسيرون في الاتجاه الخطأ''. ولكن الجماعة التي يرأسها إياد آغ غالي ترى أن تنحية ديارا غير كافية، وطالبت باتخاذ خطوات مماثلة ''تجنب المنطقة أزمات خطيرة''. وطالب التنظيم ب''الكف عن العدوان الهمجي المتكرر في حق أهلنا العزل، والذي كان تحت رعاية وإشراف الحكومة العنصرية السابقة، وقد تأكد ذلك من خلال إقرارها لتلك الجرائم وعدم التحقيق فيها، لينال الجناة جزاءهم، وبدل ذلك يطلع علينا وزير الدفاع بتصريحات استفزازية، يبرر فيها قتل الأبرياء بأنه حماية لأراضيه، علما أنه عاجز عن تأمين محيط مكاتبه، وأزقة مدنه التي صارت مسرحا للجريمة المنظمة''. وصرحت الخارجية الفرنسية بأنه ''من الضروري أن تستعيد السلطة المدنية سلطتها على الجيش''. ودعت الوزير الأول الجديد إلى تشكيل حكومة تمثل كل التيارات السياسية في البلاد. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن ارتياحه ل''التعيين السريع'' لوزير أول جديد في مالي، الذي وصفه ب''الشخصية التوافقية''. وقالت مصالح رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كاترين أشتون في بيان، إنها ''تتوقع تشكيل حكومة جامعة في أقرب وقت''.