كشف مدير عام مجمع ''صافيلي''، صفاري محمد، المتخصص في إنتاج وتوزيع الحليب ومشتقاته، أن الحجم الإجمالي للعرض في مجال إنتاج الحليب الطازج في الجزائر لا يتعدى فعليا مليار لتر، بينما حاجيات السوق يفوق 2 ,3 مليار لتر، مؤكدا أن الجزائر بحاجة إلى تغيير تقنيات تربية الأبقار الحلوب وتغذيتها للحصول على إنتاج منتظم طيلة السنة على عكس ما هو حاصل حاليا. وأوضح مدير عام ''صافيلي'' في تصريح ل''الخبر'': ''شخصيا لا أؤمن باستخدام مسحوق الحليب عوضا عن الحليب الطازج، ورغم أننا مرتبطون بالسوق الخارجي، إلا أن هناك إمكانية لتوسيع دائرة الإنتاج المحلي إذا تم تغيير أدوات وطرق الإنتاج والخروج من دائرة الإنتاج التقليدي إلى الصناعي على غرار البلدان المجاورة''. ولاحظ مسؤول ''صافيلي'' أن ''إنتاج الحليب الطازج جد متذبذب، إذ يصل مستوى الذروة في الفترة الممتدة ما بين مارس إلى جوان، ثم يتراجع خاصة مع الثلاثي الأخير من السنة، فمن معدل 40 لترا يوميا، يصبح معدل الإنتاج حوالي 10 إلى 15 لترا يوميا، وفي مستوى الذروة يفيض الإنتاج بينما يصبح غير كاف تماما''. مضيفا: ''الحل الوحيد هو عصرنة وضمان احترافية الفرع وحل مشكل تجميع الحليب وإرساء علاقات واضحة بين المربين والموزعين والمنتجين الصناعيين، فالسوق الجزائري يحتاج إلى حوالي 2 ,3 و5, 3 مليار لتر سنويا،بينما نضمن أقل من مليار لتر بصورة فعلية والباقي نستورده على شكل مسحوق حليب''. في نفس السياق، أكد صفاري محمد أنه ''يمكن بلوغ نسبة 20 إلى 25 بالمائة من الاحتياجات على المدى القصير والمتوسط، ولكن نبقى حاليا نستهلك أكثر من 80 بالمائة من مسحوق الحليب وإن كان هناك تحسن منذ ثلاث سنوات''. وعن الشراكة القائمة مع الفرنسيين لتطوير فرع الحليب، أشار مسؤولو المجمع أن هذه الشراكة لها مزايا في مجال المصاحبة والتوجيه والاستشارة ومناهج العمل، ولكنها غير كافية وتتطلب تطوير الخبرة الجزائرية، ويتطلب ذلك إرادة فعلية من الدولة وتغيير ذهنية الفلاح والمربي، مع إدخال أساليب الإنتاج العصرية والابتعاد عن المناهج التقليدية التي لم تعط نتائج كبيرة، خاصة بالنسبة للمردود وتشجيع الاستثمار في صناعة الحليب للخروج من دائرة الاستيراد''. مضيفا: ''هناك دول مثل السعودية طورت مجال صناعة الحليب إلى درجة أضحت تمثل نموذجا في المنطقة، خاصة مع مجمع المراعي، لذلك نحتاج إلى احترافية كبيرة والى استثمارات منتجة في هذا القطاع''. وعن المشاريع الجديدة، كشف صفاري عن استثمار واسع في تغذية الأبقار الحلوب بمنطقة أورلال ببسكرة، حيث تم استغلال أراض فلاحية لإنتاج الأعلاف التي تساهم في تطوير مردود الحليب وإقامة شراكة مع المربين والفلاحين، ولكن الأمر بحاجة إلى دعم وتطوير أكبر، مضيفا أن كل مشتقات المؤسسة تنتج بالحليب الطازج، لكن حليب الأكياس لا يزال يعتمد على المسحوق المستورد، معتبرا أن ''الإشكال في إنتاج الحليب يكمن في التكلفة. لذا، نلاحظ أن أكياس حليب الأبقار أغلى ثمنا، فالأكياس حاليا تتضمن نسبة من حليب الأبقار ونسبة من المسحوق الذي يقدّم للمنتجين من قبل الديوان الوطني للحليب، بمعدّل 159 دينار للكلغ الواحد. وعليه، باشرنا مخططا جديدا يرمي إلى اعتماد سياسة إدماج ودعم للمربين، حيث تقوم المؤسسة بتوفير الوسائل المالية والأعلاف لهم لضمان الرفع من قدرات الإنتاج، مقابل الحصول على المادة الأولية، أي الحليب الطازج''.