دعا رئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لاغتنام الفرصة من أجل حل النزاعات التاريخية والتخلص من الرواسب التي شابت العلاقة بين الحزب الاشتراكي الفرنسي والجزائر، وفتح صفحة جديدة، وإلى أن تلعب فرنسا دورها كاملا من أجل المساهمة في بناء اتحاد مغاربي قوي يشمل الجميع، عبر الضغط على المغرب من أجل حل النزاع الصحراوي، وشدد على عدم استثناء الشعب الصحراوي الذي يعتبر، حسبه، عاملا رئيسيا لاستقرار المنطقة. وقال رضا مالك، خلال افتتاح ندوة الجزائر الدولية الثالثة حول حقوق الشعوب في المقاومة ''حالة الشعب الصحراوي''، الذي نظمته كل من اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي والسفارة الصحراوية بالجزائر: ''يجب على الدول النافذة أن تضع حدا للنزاع في الصحراء الغربية، لأنه يمثل إشكالا حقيقيا ويجب حله''، مضيفا ''وإذا أردنا أن نبني اتحاد المغرب العربي، فإن ذلك يمر عبر حل القضية الصحراوية ومنح حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره... والشعب الصحراوي سيمثل إضافة حقيقية للاتحاد المغاربي، وهو قطعة أساسية لاستقرار شمال إفريقيا وكل المنطقة''. من جهته دعا الوزير الأول الصحراوي، عبد القادر طالب عمر، فرنسا التي وصفها ب''المدافعة عن النظام المغربي وسياسته'' إلى ''اتخاذ موقف يحترم الشرعية الدولية ويستجيب لحقوق الإنسان، وكذا الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ هي الأخرى مواقف واضحة لفرض تطبيق قرارات الأممالمتحدة من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي''. وقال القيادي الصحراوي إن دوافع المغرب ''ليست صادرة عن حقوق تاريخية أو سياسية بقدر ما هي سياسة توسعية قائمة على الطمع في الثروات الصحراوية''. وأضاف ''إن هذا الطمع يتطلب من المجتمع الدولي منع عقد أي اتفاقية تتم بالأراضي الصحراوية المحتلة ومقاطعة المنتجات المستغلة منها حتى لا يكون ذلك تشجيعا للمغرب على إطالة أمد الاحتلال''. وأوضح أن النزاع في الصحراء الغربية من ''أقدم النزاعات في العالم بسبب عرقلة النظام المغربي للحلول رغم تواجد بعثة المينورسو بالمنطقة.. انتهاكات حقوق الإنسان تتواصل بالأراضي المحتلة بقوة النار والحديد بهدف منع مظاهر التعبير الحر وقمعه في المهد''. كما جدد مطلب تعزيز المينورسو بآليات للتقرير وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وعبّر المسؤول الصحراوي عن إدانة جبهة البوليساريو كل مظاهر الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل، معربا عن تأييده لوحدة وسلامة الأراضي المالية. يشار إلى أن الندوة شارك فيها حوالي 300 مندوب من عدة بلدان من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ومن دول عربية كلبنان وسوريا والعراق واليمن، إلى جانب 40 ناشطا صحراويا قادما من الأراضي المحتلة، وخلال الندوة تم تكريم كل من نيلسون مانديلا عبر سفير جنوب إفريقيا في الجزائر، وكذلك نجل فرانتز فانون، ورئيس بلدية الجزائر الوسطى السابق الطيب زيتوني.