لا تكتمل زيارة مدينة روستنبرغ دون المرور على ''سان سيتي'' أو مدينة الشمس، كما أن أنصار ''الخضر'' الذين يتأهبون للانتقال إلى روستمبرغ لتشجيع المنتخب الوطني مدعوون لعدم تفويت الفرصة، فالأمر يتعلق بواحد من أهم المعالم السياحية في بلاد مانديلا. وقد دفع التعتيم الإعلامي الذي فرضه التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش على معسكر المنتخب الوطني الجاري حاليا بمركز بافوكينغ بمدينة روستمبرغ والحصار الذي فرضه على يوميات ''الخضر''، جانبا من أفراد البعثة الصحفية الجزائرية ومنها ''الخبر'' لزيارة المعلم الأهم في جنوب إفريقيا وهو منتجع ''سان سيتي''. ''سان سيتي'' هو منتجع للترفيه والتسلية شيد قبل 36 سنة، ويقع في الشمال الغربي من جنوب إفريقيا، على بعد حوالي 60 كلم شرق مدينة روستمبرغ غير بعيد عن الحدود مع دولة بوتسوانا وأقرب أكثر لفندق ''كواراماريتان'' مقر إقامة ''الخضر'' بداية من 16 جانفي المقبل (حوالي 12 كلم). ويتطلب الولوج إلى المنتجع الضخم والمتربع على مساحة شاسعة اقتطاع تذكرة الدخول أمام المدخل الرئيسي بقيمة لا تتجاوز خمسين راندا بالعملة المحلية، وهو ما يعادل 500 دينار جزائري، ويتطلب الوصول إلى المنتجع انطلاقا من حظيرة السيارات الشاسعة الموجودة أمام المدخل الرئيسي وركوب الحافلة التي توضع تحت تصرف السياح لأجل نقلهم من وإلى المنتجع بالمجان، مرورا عبر المساحات الخضراء الشاسعة المترامية على جوانبه، فيما يتيح القطار الصغير للسياح التجول أيضا عبره، لكن ذلك لم يكن ممكنا خلال زيارتنا لأنه كان معطلا على غير العادة. ''فالي أوف ويلز'' شاطئ اصطناعي لركوب الأمواج ويضم المنتجع الذي قد يكون قبلة العناصر الوطنية في جولة مبرمجة قبل مباراة جنوب إفريقيا الودية ثلاثة فنادق، أولها فندق ''سان سيتي هوتال'' وفندق ''كاباناس'' ويضم العديد من ''الشاليهات'' الفخمة وأخيرا فندق ''كاسكادا''، نسبة إلى الشلالات الاصطناعية الموجودة داخله والتي تنتهي عند المسبح الضخم الذي يحيط به والذي يضم أيضا على أطرافه مسابح ''الجاكوزي'' و''الزلاقات''. الإشكالية الوحيدة هي أن أسعار هذه الفنادق ليست في متناول جميع أنصار ''الخضر'' ممن يفضلون الإقامة في ''سان سيتي''، فأبسط الغرف فيها لا تقل عن 100 أورو لليلة الواحدة. ويتميز مركب ''سان سيتي'' ببحيرته الاصطناعية والتي تمارس عليها مختلف أنواع الألعاب ومنها الصعود عبر المظلات الهوائية، كما يشد مسبحه وشاطئه الاصطناعي الخلاب المسمى ''فالي أوف ويلز'' الانتباه، باعتبار أنه لا يختلف كثيرا عن الشواطئ العادية، حيث يوفر لزواره رمال المحيط الذهبية ونخيله الباسقة ويضمن لهم حتى الأمواج الاصطناعية لمن يهوى ركوبها، وكل هذا مقابل دفع 120 رند إضافية على تذكرة الدخول. ويكون الذهاب إلى ''فالي أوف ويلز'' بعد المرور عبر جسر صغير تنتصب على جوانبه من الشمال واليمين تماثيل الفيلة لتزين المكان وتصدح منها أصوات الحيوانات البرية لتمنحك الشعور بأنك في إحدى الغابات الاستوائية، لينتهي الجسر عند ساحة صغيرة تتوسطها نافورة كبيرة تنتصب عليها تماثيل للقردة. قصر ''لوست سيتي'' الأشهر في جنوب إفريقيا ويعُد قصر المدينة الضائعة (لوست سيتي) أحد أشهر معالم منتجع ''سان سيتي'' وفي جنوب إفريقيا ككل. وحسب المعلومات التي استقيناها فقد تم تشييده في أحد عصور الحضارة الجنوب إفريقية القديمة ليكون مقر الإقامة الملكية، قبل أن يضرب زلزال قوي ليدمره عن آخره. لكن القصر استعاد هيبته وجاذبيته بعد خضوعه لأعمال ترميم وصيانة دقيقة ليصبح اليوم واحداً من أبرز المعالم الأثرية والوجهات السياحية في جنوب إفريقيا. ويشتهر المنتجع بناديه لرياضة الغولف بفضل ملاعبه الرائعة والمسمى غاري بليد، وهو أشهر لاعبي هذه اللعبة في بلد مانديلا. ويستضيف النادي العديد من البطولات الدولية بشكل دائم على مدار العام، ويتيح النادي لزائريه التعرف على أبجديات اللعبة وتطوير مهاراتك أيضا. دعوة للسفاري في محمية ''بيلانسبارغ'' ويضم المنتجع أيضا قاعة كازينو وقاعات لمختلف ألعاب الأطفال، سواء الإلكترونية منها أو اليدوية، ومطاعم بمختلف أنواعها وعلاماتها وكل هذا بأسعار معقولة جدا، بالإضافة لمحلات ومتاجر تقدم آخر صيحات الموضة وفضاءات للراحة والاستجمام والتدليك وقاعات لتغيير الملابس وحفظها وقاعات للعلاج، فيما تبرز وكالات الأسفار هناك بعروضها لمختلف رحلات السفاري لاستكشاف المحمية الطبيعية الشهيرة ''بيلانسبارغ'' الموجودة بالقرب من منتجع ''سان سيتي''، وهي رابع أكبر محمية طبيعية في جنوب القارة السمراء. وتضم هذه المحمية مختلف الحيوانات البرية والمتوحشة بمختلف الأصناف والأشكال، مثل وحيد القرن والأسود والتماسيح وبقر التسيسيبي والجاموس الإفريقي الفريد، إضافة إلى الكلاب وغيرها من الحيوانات البرية والوحشية.