يبدأ معارضون سوريون اليوم الأربعاء اجتماعا في بريطانيا يستمر يومين. ويهدف الاجتماع للتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أعلنت الخارجية البريطانية، التي اضافت ان لندن مقتنعة "بحتمية" سقوط الأسد، ولكنها متيقنة ايضا بمخاطر التغيير الجذري.وسيجتمع العشرات من الخبراء في الشأن السوري من عدة دول في منزل في ريف ساسكس يعود لوزارة الخارجية البريطانية، حيث سيحاولون وضع خطط لفترة انتقالية سلسة في حال انهيار النظام السوري الحالي.وستتركز المناقشات على التحديات التي ينبغي موجهتها في هذه الحالة مثل كيفية المحافظة على النظام العام والاستمرار في دفع مرتبات الموظفين وضمان استمرارية الخدمات العامة اضافة الى السبل المثلى لحماية المنشآت الحساسة بما فيها مخازن الاسلحة الكيماوية.وقالت الوزارة إن الاجتماع سيضم كذلك ممثلين عن دول عربية ووكالات دولية وخبراء في كيفية إدارة وتجاوز الأزمات.يقول المراسل الدبلوماسي لبي بي سي جيمس روبنز إن الاجتماع مخصص للخبراء وليس للسياسيين، مضيفا ان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ لن يحضر الاجتماع رغم انه سيستخدم نفوذه لضمان خروجه (الاجتماع) بنتائج عملية.يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه القتال بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة في مناطق متفرقة من سوريا.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن مواجهات الأمس خلفت نحو سبعين قتيلا، بينهم أكثر من أربعين مدنيا.ولم يتسن ل(بي بي سي) التحقق من صحة هذه الحصيلة من مصادر مستقلة. "جوع"وكانت الأممالمتحدة قد قالت في وقت سابق إن الصراع الدائر في سوريا منذ 22 شهرا يمنع وصول المساعدات الغذائية إلى نحو مليون سوري يعانون من الجوع.وأوضح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يقدم المساعدة لأكثر من مليون ونصف مليون سوري ولكن القتال المستمر وإغلاق ميناء طرطوس السوري يحولان دون وصول المساعدات لعدد كبير من هؤلاء.وتقدر الأممالمتحدة عدد قتلى الصراع الدائر في سوريا بنحو 60 ألف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مارس / اذار 2011.وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي اليزابيث بايرز إن " الأممالمتحدة سحبت موظفيها في عدة مناطق من سوريا مثل حمص وحلب وطرطوس والقامشلي بسبب خطورة الأوضاع هناك".وأضافت المتحدثة أن " نهاية عام 2012 شهد ارتفاع حاد في استهداف شاحنات توزيع الغذاء والمساعدات التابعة للأمم المتحدة". مخيم الزعتريفي هذه الأثناء، قال انمار الحمود المتحدث الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن إن "عمال إغاثة بمخيم الزعتري شمالي الأدرن تعرضوا لاصابات مختلفة اثناء تقديمهم المعونات للاجئين اثر تراشق بالحجارة".ونقلت وكالة فرانس برس عن الحمود قوله إن " أحد الجرحى اصابته بالغة ونقل الى مستشفى المفرق الحكومي".وأضاف أن " هناك حاليا نحو 4500 خيمة بالمخيم الى جانب اربعة آلاف عربة متنقلة (كرفان) والبطء في عملية تسليم الكرفانات يؤدي احيانا الى تدافع واقتحام عشوائي عربات غير مجهزة".وأوضح ان "اعمال الشغب يقوم بها بعض الافراد بين اللاجئين وتتكرر بين حين وآخر ويجري التدافع عند استلام المؤن والمعونات التي يقوم بعضهم باستغلالها وبيعها".ويستضيف الأردن اكثر من 290 ألف لاجىء منهم حوالى 65 الف في مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق شمالي الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا.وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو مئة ألف لاجئ سوري فروا من القتال في بلادهم خلال الشهر الماضي.وأوضحت المفوضية أن عدد اللاجئين المسجلين رسميا بلغ 597 ألف لاجئ. موقف فلسطيني موحدمن ناحية أخرى، دعا 14 فصيلا فلسطينيا عقب اجتماع عقده ممثلون عنهم في دمشق إلى عودة أبناء مخيم اليرموك إلى المخيم، وعلى أن يكون مخيماً آمناً منزوع السلاح يمارسون فيه حياتهم الطبيعية. ودعا خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في بيان تلاه باسم المجتمعين إلى تحييد المخيمات الفسطينية والشعب الفلسطيني عن الأزمة الداخلية السورية.كما دعا البيان المسلحين الموجودين في مخيم اليرموك إلى الانسحاب منه لإنهاء حالة التشرد التي يعاني منها أبناء المخيم، مع وقف لإطلاق النار ووقف كافة العمليات العسكرية بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض إليها المخيم، إضافة إلى تفعيل دخول الأفراد والمواد الغذائية والطبية.وختم البيان بدعوة رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادة حركة حماس لتحرك سياسي أوسع لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك.