أُعْطِي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما لم يعط رسول سبقه، فجاء الأنبياء برسالتهم إلى قومهم، وبُعِث صلّى الله عليه وسلّم إلى النّاس كافة، وخُتمت به رسالات السّماء فلا نبي بعده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلاّ موضع لبنة من زاوية، فجعل النّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وُضِعت هذه اللّبنة؟ قال: فأنا اللّبنة، وأنا خاتم النّبيّين''، رواه البخاري. وقد أُعْطِي الأنبياء معجزات حسية لعصرهم وبيئتهم، أمّا الحبيب صلّى الله عليه وسلّم فقد أعطي بجانب المعجزات الحسية الكثيرة، القرآن الكريم، معجزة المعجزات الباقية الخالدة إلى يوم القيامة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''ما مِن الأنبياء نبيّ إلاّ أعطيَ ما مثله آمن عليه البشر، وإنّما كان الّذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة''، رواه البخاري. وَوَحْي وكتب الله للأنبياء السّابقين وُكِلَ إليهم وإلى أتباعهم حفظها، فاختُلِف فيها وحُرِّفت، أمّا القرآن الكريم فقد تولَّى الله سبحانه وتعالى حفظه، فقال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر:9. وكرَّم الله تبارك وتعالى أمّة الحبيب صلّى الله عليه وسلّم فأحلّ لهم كثيرًا ممّا شُدِّد على من قبلهم، ولم يجعل عليهم في الدّين من حرج، ورفع عنهم المؤاخذة بالخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه، وحديث النّفس، قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} الحج:78، وقال: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة:185، وقال تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} الأعراف:157.