تخلو مدينة روستنبرغ من أي مظاهر احتفالية خاصة بكأس أمم إفريقيا المقبلة، ساعات فقط قبل انطلاق مباريات المجموعة الرابعة التي تحتضنها هذه المدينة. لا شيء يوحي بأن روستنبرغ مقبلة على احتضان مباريات أقوى مجموعات ال''كان''، وهي المجموعة الرابعة بكل النجوم والأسماء الثقيلة التي تضمها تشكيلات المنتخبات الأربعة، فباستثناء رايات الدول المشاركة المنتشرة على أحد الطرقات السريعة المؤدية لمركز ''روايال بافوكينغ''، فإنه لا شيء يوحي بأن ل''كان'' على الأبواب. وما يجسّد تجاهل السكان للبطولة المقبلة أكثر هو الإقبال الضعيف على التذاكر المطروحة للبيع، حيث تسجل مدينة روستنبرغ، حسب آخر تقرير للجنة المنظمة للبطولة، أضعف نسبة إقبال على تذاكر المباريات الخمس التي سيحتضنها ملعب بافوكينغ ستاديوم وهذا من بين المدن الخمسة التي اختيرت ملاعبها لاحتضان البطولة القارية. تسريح عمّال المناجم وأحداث العنف تلقي بظلالها تأتي الإضرابات والأحداث التي يعرفها حاليا قطاع المناجم الذي يعتبر الشريان الرئيسي للحياة في روستنبرغ، بعد إعلان شركات التنقيب على مادة البلاتين المنتشرة في ضواحي المدينة عن تسريح مئات العمال من مناصبهم. وكان عشرات من عمال المناجم قد سقطوا بين قتيل وجريح في أحداث عنف سابقة، بسبب عملية تسريح العمال، وهي الحادثة التي مازالت تلقي بظلالها على يوميات سكان روستنبرغ وتشغل الحيز الأهم من تقارير الصحافة، كما هو الحال مع صحيفة ''تايمز'' في أحد أعدادها الأخيرة، والذي جعل إضرابات عمال المناجم في صدر صفحاتها الأولى. رهان على مشجعي المنتخبات المشاركة ويعوّل المنظمون على توافد المشجعين من البلدان الأربعة المشاركة لتنشيط المدينة قليلا وهي الأعداد التي تبقى متواضعة جدا، حيث لا يتعدى عدد المشجعين الجزائريين بضع مئات، ونفس العدد بالنسبة للإيفواريين الذين رافقوا منتخبهم، والعدد أقل بالنسبة لمنتخب الطوغو، فيما يبدو أن ''الفيلة'' الإيفوارية الأقرب بدعم السكان المحليين، بسبب نجوم تشكيلة المدرب صبري لموشي الذين ينشطون في أكبر البطولات الأوروبية وخاصة البطولة الإنجليزية التي تلقى أكبر اهتمام ومتابعة في بلد مانديلا.