تبدو نهائيات أمم إفريقيا المقبلة آخر اهتمامات الجنوب إفريقيين الذين ينصرفون ليومياتهم ومشاغلهم بعيدا عن بطولة فُرضت عليهم ولم يختاروها وأكيد أنهم لن يتحمسوا لها. لا تبدو جنوب إفريقيا متحمسة كثيرا للبطولة التي كان من المفروض أن ينظمها بلد مانديلا في 2017 قبل أن ''تُفرض'' عليهم من طرف الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد أن سحبت دورة هذا العام من ليبيا التي كان قد وقع عليها الاختيار بسبب تدهور الوضع الأمني في بلد الزعيم الراحل معمر القذافي. ولم يتردد أحد المسؤولين في سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر في حديث إلى الصحفيين المتنقلين إلى بلاده لتغطية الدورة في التأكيد على أن جنوب إفريقيا ''أنقذت'' البطولة بعد أن وافقت مجبرة على احتضان النسخة 29 المقبلة بعد سحب التنظيم من ليبيا في وقت لا أحد من البلدان الإفريقية تقدم لتعويض ليبيا. ولا تبدو الجماهير الجنوب إفريقية متحمسة للبطولة القارية بعد أقل من ثلاث سنوات فقط عن احتضانها لأهم حدث كروي عالمي مع مونديال2010 ويضعف حماسها أكثر بسبب وضعية منتخب ''البافانا بافانا'' الذي لم يعد ذلك المنتخب القوي الذي حقق اللقب القاري سنة 1996 ونشط النهائي سنة 1998 وشارك ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم، بدليل غيابه عن المشاركة في آخر دورتين ل''الكان'' ووضعيته الحالية في تصفيات كأس العالم ما جعله يفقد بشكل كبير ثقة أنصاره. ويجسد الإقبال الضعيف على اقتناء التذاكر الخاصة بمباريات البطولة المقبلة التي تتجاوز الستين ألف تذكرة من 500 ألف تم طرحها للبيع ''نفور'' الجنوب إفريقيين من النهائيات القادمة. ويسجل المتصفح للجرائد الجنوب إفريقية غياب أي اهتمام بالبطولة عدا واحدة تطرفت لخبر اكتمال تعداد تشكيلة منتخب البلد المنظم بوصول آخر لاعبيها المحترف في بطولة الدرجة الأولى الإنجليزية، تحسبا للمباراة الودية التي ستجري اليوم أمام منتخب النرويج بكاب تاون. وتغيب في مدينة روستنبرغ، التي تحتضن مباريات الخضر والمجموعة الثالثة، مظاهر البطولة التي ستنطلق بعد أقل من أسبوعين عدا رايات الدول 16 المشاركة في أحد الطرقات السريعة المؤدية إلى مركز بافوكينغ. ولن يساهم بعد جنوب إفريقيا عن البلدان الأربعة المشكلة لهذه المجموعة وتواضع أعداد جالياتها المقيمة هنا ليرفع من الإقبال، ولو أن حضور نجوم ''فيلة'' كوت ديفوار دروغبا وجيرفينيو وغيرهم خاصة ممن يلعبون في البطولة الإنجليزية التي يتابعها الجنوب إفريقيون بقوة هنا قد يضمن لمدرجات ملعب بافوكينغ بيع تذاكر إضافية.