تجاوزت قسنطينة خلال هذا الشتاء، مشكل قارورات غاز البوتان، الذي عرفته السنوات الماضية، وصارت تحتفظ بمخزون إضافي استفادت منه بعض الولاياتالشرقية المجاورة، خاصة بعد إعادة إسكان زهاء 4 آلاف عائلة بالمدينةالجديدة علي منجلي، واسترجاع قارورات البيتان التي كانت تستهلكها. وفرت ولاية قسنطينة أزيد من 8 آلاف قارورة بوتان خلال الآونة الأخيرة بعد إعادة إسكان حوالي 4 آلاف عائلة بالمدينةالجديدة علي منجلي والتي باتت تستعمل غاز المدينة بعد استهلاكها لقارورات البيتان بمعدل قارورتين في الأسبوع على الأقل، مما سمح بتوجيه هذه الكمية الفائضة إلى بعض الولايات المجاورة، على حد قول مدير الطاقة والمناجم، السيد بوزيدي، الذي أبدى ارتياحا بهذا الشأن، خاصة وأن التغطية بغاز المدينة بلغت ال 84 بالمائة في قسنطينة. مضيفا أن فرق محطة نفطال بمنطقة بونوارة تعمل على مدار 24 ساعة، وأن عدد مسترجعات القارورات غير المستغلة بلغ نسبة معتبرة مما لا يدعو للقلق، حسبه. وأن حدوث أي نقص في تزويد المناطق المعزولة بقارورات البيتان سيكون بسبب الظروف الطبيعية وحالة الطرقات لا بسبب نقص هذه المادة. من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة من محطة نفطال أن عمليات ضخ كل من البيتان والبروبان تتم بشكل دائم من مركب سكيكدة وتقريبا دون انقطاع، وأن الخزانات الثلاثة المتواجدة بالمحطة مملوءة عن آخرها، حيث قدّر مخزون غاز البيتان ب1200 طن بخلاف القارورات المملوءة مسبقا والمتواجدة بالمخازن. وأكدت ذات المصادر أن أزمة العام الماضي، خلال فترة تساقط الثلوج، خلّفت أثرا كبيرا وجعلت الجهات المعنية تعتمد طرقا جادة لتفادي الوقوق في أزمات مماثلة للعام الماضي، حيث ساعد اعتماد الجهات المعنية التعاون مع بعض الخواص لتخزين المنتوج في بعض الولايات على التقليص من حدة الأزمة في الجهة الشرقية للبلاد، حيث تم تخصيص مخازن ملائمة لوضع هذه المادة الحساسة في كل من خنشلة، عين البيضاء، فالمة، سوق اهراس، شلغوم العيد، تاجنانت وغيرها، إذ ينقل الغاز إليها عن طريق الصهاريج ويتم تخزينه ثم تفريغه في القارورات بعين المكان ليستفيد منه سكان تلك المناطق.