استقبل، مساء أول أمس، وزير الشباب والرياضة التونسي طارق ذياب مدرب منتخب ''نسور قرطاج'' سامي الطرابلسي في مكتبه بهدف معرفة أسباب تعثر المنتخب التونسي في كأس أمم إفريقيا الحالية في دولة ''نيلسون مانديلا'' وخروجه من الدور الأول برصيد أربع نقاط من المجموعة الرابعة، وبعدها بساعات قليلة استقبل نجم المنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين 1978 م في مكتبه أيضا رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء لدراسة أسباب الإخفاق، خاصة وأن ''التوانسة'' لم يكونوا راضين عن النتائج المحققة من قبل رفقاء القائد خليل شمام واستقبلوهم عند عودتهم إلى أرض الوطن في مطار قرطاج بأهازيج ''عملتو العار''. تصرف الوزير التونسي طارق ذياب لا يمكن وصفه إلا في خانة المسؤول الذي يعرف جيدا مصلحة ''بلده''، لأنه أراد من خلال استقبال المدرب الطرابلسي ورئيس الجامعة وديع محاسبة ''الفاشلين'' على النتائج المخيبة المحققة في الدورة الأخيرة، مادام أن الدولة ''سخرت'' كامل الإمكانات لتحقيق أفضل النتائج، لكنها كانت عكس ذلك فوق الميدان، وهو التصرف الذي ينتظره غالبية الجزائريين أن يقوم به الوزير الجزائري محمد تهمي في محاسبة من كان وراء الخروج المذل للمنتخب الوطني بنقطة واحدة من المجموعة الرابعة، وعدم تذوقه ولو لطعم انتصار واحد رغم الإمكانات ''الضخمة'' المسخرة، وهذا بالرغم من أن الوزير تهمي نفسه أدلى بتصريحات في زيارته لولاية معسكر أكد فيها أن الدولة سخرت أموالا باهظة للمنتخب الذي حقق نتائج مخيبة، من دون أن يكشف عن نية مصالح وزارته في محاسبة المسيّرين ''الفاشلين'' العاجزين عن صنع ''البسمة'' على وجوه الجزائريين. وربما يعود هذا إلى ''علم'' و''يقين'' الوزير ''بداخله'' أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ''الحاج'' محمد روراوة ''أقوى نفوذا'' منه ومن الوزراء الذين سبقوه في نفس ''الكرسي''، وأكبر دليل على هذا ما حصل للوزير السابق يحيى فيدوم الذي كان مصيره إقالته من حكومة الوزير الأول السابق عبد العزيز بلخادم مباشرة بعد تحديده في قانون وزاري رئاسة الجمعيات الرياضية بعهدتين فقط، وهو كان يقصد به بالدرجة الأولى ''الحاج'' روراوة الذي قرر حينها تسليم ''المشعل'' لصديقه حداج عبد الحميد لعهدة واحدة، قبل أن يعود إلى منصبه بعد إقالة فيدوم، والأكثر من هذا فإن الجميع يعلم جيدا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كلف ''الحاج روراوة'' بالإشراف على سنة الجزائر بفرنسا في السنوات الماضية، وبالتالي فإنه ولا شخصية رياضية واحدة ستفكر في منافسة روراوة في منصبه مع انتخابات ''الفاف'' في شهر مارس القادم لهذه الأسباب المذكورة، إضافة لكون المعني ''اشترى'' أصوات الناخبين في الجمعية من خلال ''منحه'' تذاكر مجانية من أموال ''الخزينة'' طبعا لرؤساء أندية القسم الأول لزيارة جنوب إفريقيا ومتابعة مباريات ''الخضر'' من المدرجات... والسؤال المطروح: هل الحاج روراوة أقوى نفوذا من وزراء الرياضة؟