استيقظت تونس، صباح اليوم الأربعاء، على اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، شكري بلعيد، بأربع رصاصات أمام منزله، وفور الإعلان عن الخبر انطلقت احتجاجات شارك فيها المئات من التونسيين أمام مقر وزارة الداخلية. ويعد شكري بلعيد وأحد أبرز المعارضين للنظام الحاكم حاليا والنظام السابق في تونس. اغتيال شكري اضطرّ الرئيس التونسي، محمد منصف المرزوقي، إلى إلغاء مشاركته في القمة الإسلامية التي افتتحت اليوم بالقاهرة، وعاد مباشرة إلى العاصمة تونس ستراسبورغ بفرنسا حيث القى كلمة أمام البرلمان الأوروبي. وندد رئيس الحكومة حمادي الجبالي بقتل بلعيد واعتبره عملا "إرهابيا إجراميا" يستهدف "كل تونس". وفي الأثناء، عقدت وزارة الداخلية اجتماعاً مغلقاً، فيما خرجت مظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة وتوجهت إلى مقر الوزارة، وسمعت هتافات تقول "وزارة الداخلية وزارة إرهابية". وفي آخر ظهور تلفزيوني له حذّر بلعيد مما اعتبره تحالفا بين حركة النهضة الحاكمة وشريكها في الائتلاف الحاكم حزب المؤتمر مع سلفيين بتشكيلهم "رابطات حماية الثورة" من أجل استهداف الشخصيات المعارضة في البلاد. ويعد هذا الحادث أول عملية اغتيال سياسية في تونس منذ الإطاحة بالنظام السابق في 14 جانفي 2001، ويتخوف التونسيون من أن تكون هذه الحادثة بداية لحمام دم قد تغرق فيه البلاد، ويستحضر التونسيون هنا ما حدث في الجزائر خلال العشرية الفارطة.