وجد رئيس الحكومة التونسية، حمادي الجبالي، دعما جديدا من قبل رئيس المجلس التأسيسي، مصطفى بن جعفر، بعد أن أكد هذا الأخير، في ندوة صحفية، أمس، أنه مع تشكيل حكومة تقنوقراط، وهو الدعم الذي لم يجده في حزبه حركة النهضة التي هدد زعيمها، راشد الغنوشي، أمس، بأن حزبه سيغادر الحكم نهائيا إذا أصر الجبالي على حكومة تقنوقراط، في حين تقدمت الجبهة الشعبية المعارضة بمقترح إقامة مؤتمر إنقاذ وطني يشرف عليه اتحاد الشغل. أعلن زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس، راشد الغنوشي، أن الحركة يمكن أن تغادر الحكم نهائيا إذا أصر رئيس الوزراء، حمادي الجبالي، على حكومة كفاءات. وتوقع الغنوشي أن يشكل رئيس الوزراء، حمادي الجبالي، حكومة ائتلافية في تونس هذا الأسبوع، تضم سياسيين وكفاءات، مضيفا أنه يتوقع أيضا أن يسود اتفاق وليس القطيعة، وأن يبقى حمادي الجبالي رئيسا للحكومة الائتلافية. وقال الغنوشي، في تصريح لوكالة ''رويترز'' للأنباء: ''لم يعد هناك متسع من الوقت، سيتم إعلان حكومة ائتلاف هذا الأسبوع على أقصى تقدير، وسيتم تعيين الجبالي على رأسها''. وأشار الغنوشي إلى أن كل الوزارات ستكون محل تفاوض ضمن حكومة ائتلاف، بما فيها وزارات الداخلية والخارجية والعدل والدفاع. وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول من حركة النهضة عن احتمال مغادرة الحركة للحكم الذي وصلت إليه، بعد فوزها في انتخابات أكتوبر .2011 وكان حمادي الجبالي، رئيس الحكومة، قد قرر تشكيل حكومة تقنوقراط غير متحزبة، لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تفجرت إثر اغتيال شكري بلعيد، وأعلن مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) ورئيس حزب التكتل العلماني، أحد الحزبين العلمانيين اللذين يشاركان حركة النهضة الإسلامية في الائتلاف الثلاثي الحاكم، تأييده مبادرة حمادي الجبالي تشكيل حكومة تقنوقراط. كما دعا بن جعفر، في مؤتمر صحفي، حركة النهضة التي ترفض تشكيل حكومة تقنوقراط إلى ''تغليب المصلحة الوطنية'' و''مساندة'' حمادي الجبالي الذي هدد بالاستقالة من منصبه في حال فشل في تشكيل حكومة التقنوقراط. وبخصوص موضوع التحقيق في مقتل شكري بلعيد، قال وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، في مقابلة مع قناة ''العربية'': ''لا مانع من مشاركة أطراف دولية في التحقيق في اغتيال بلعيد''. وأضاف الوزير عبد السلام أن ''الذين قتلوا شكري بلعيد لديهم مصلحة في توتير أوضاع البلاد''، مؤكدا أنه ''ليس لحركة النهضة أو الحكومة الحالية مصلحة في قتل بلعيد''. واتهم عبد السلام جهات في داخل تونس وخارجها لم يسمها، وقال إن ''لها مصلحة في إرباك البلاد''. على صعيد آخر، اتهم تلفزيون ''نسمة'' التونسي الخاص، أمس، قناة ''الجزيرة'' القطرية باستعمال صور من تغطيته الخاصة لجنازة شكري بلعيد الذي اغتيل الأربعاء ودفن يوم الجمعة الماضي في مقبرة الجلاز بالعاصمة تونس، دون ترخيص وبأسلوب يعتمد التحريف والمغالطة''.