من المعجزات والدلائل التي آتاها الله نبيّه الكريم، صلّى الله عليه وسلّم، استجابة الجماد لأمره. فعن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: ''كنتُ مع النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلاّ وهو يقول: السّلام عليك يا رسول الله''، رواه الترمذي. فإذا كان تسبيح الجبال الرّواسي والطيور من معجزات نبيّ الله داود، عليه السّلام، كما قال تعالى: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} الأنبياء من الآية .79 فإنّ الله، سبحانه وتعالى، أيَّدَ نبيّه محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، بمثل هذه المعجزة، فسَبَّح لله بين يديه الجماد. روى الطبراني عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، قال: ''إنّي لشاهدٌ عند النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، في حلقة وفي يده حصى فسبَّحن في يده، وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ، فسمع تسبيحهنّ مَنْ في الحلقة، ثمّ دفعهنَّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، إلى أبي بكر، فسبّحن مع أبي بكر، سمع تسبيحَهنَّ مَن في الحلقة، ثمّ دفعَهنَّ إلى النّبيِّ، صلّى الله عليه وسلّم، فسبَّحن في يده، ثمّ دفعهنَّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، إلى عمر فسبَّحن في يده، وسمع تسبيحَهنَّ مَن في الحلقة، ثمّ دفعهن النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، إلى عثمان بن عفان فسبَّحن في يده، ثمّ دفعهنّ إلينا فلم يسبِّحن مع أحد منّا''.