كشف الكاتب عمر أزراج عن سرقة أدبية اقترفها الباحثان المغربيان محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد، اللذان أسندا لنفسيهما ترجمة أنجزها منذ سنوات، وكتبها الباحثان الأمريكيان ستيفن بست ودوغلاس كيلنر. وقال أزراج، في تصريح ل''الخبر'' أمس: ''اطلعت، عن طريق الصدفة، على كتاب ''ما بعد الحداثة.. فلسفتها''، الطبعة الأولى، الصادر عن دار توبقال المغربية للنشر في عام 2007، وقد كتب على صدر غلافه الأول: إعداد وترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي''. والحقيقة، حسب أزراج، أنه هو من ترجم المقال المذكور. قال أزراج عمر بشأن هذه السرقة الأدبية التي اكتشفها مؤخرا: ''فهمت من خلال اطلاعي على الكتاب، أولا: أن محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي هما اللذان قاما بترجمة نصوص هذا الكتاب، الذي هو العدد الرابع عشر من ''سلسلة دفاتر فلسفية نصوص مختارة'' التي يشرفان عليها''. وأضاف أزراج: ''وبحسن النية، اشتريت هذا الكتاب وشرعت في قراءته، بغية التواصل مع الإنتاج الفكري المغربي. وعندما وصلت إلى المقال رقم 9 الذي يتضمنه الكتاب نفسه، والذي يحمل عنوان: ''البحث عما بعد الحداثة''، ذكّرني فوراً بمقال يحمل نفس العنوان، سبق لي أن ترجمته عن الأصل الإنجليزي لدارسين أمريكيين معروفين في الأوساط الفلسفية الغربية، وهما ستيفن بست ودوغلاس كيلنر. هذا المقال نشره لي المفكر المصري الراحل، محمود أمين العالم، على صفحات مجلته ''قضايا فكرية''، وذلك في عام 1999 ضمن الكتاب التاسع والعشرين، وهو العدد الذي خصصه الأستاذ الراحل محمود أمين العالم بالكامل لقضية ''الفكر العربي بين العولمة والحداثة وما بعد الحداثة''. وذكر أزراج أنه لم يصدّق، في البداية، نفسه بأن الدارسين المغربيين، الدكتور محمد سبيلا والدكتور عبد السلام بنعبد العالي، قد سرقا المقال الذي ترجمه منذ سنوات طويلة، حرفيا وبالكامل، فأعاد قراءة هذا المقال المنشور في كتاب ''محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي'' مرات عديدة ليتأكد. وقال: ''وفي الأخير، وجدته فعلا نسخة طبق الأصل لمقالي ''البحث عما بعد الحداثة'' الذي ترجمته بنفسي ونشرته قبل ظهور كتاب محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي ب6 سنوات كاملة''. وما يؤسف له عمر أزراج، الذي ترجم عددا كبيرا من النصوص الفلسفية حول مسألة الحداثة من الإنجليزية إلى العربية، أن الدكتورين محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي قد حذفا اسمه من المقال بصفته هو المترجم، ما يوحي أنهما هما اللذان قاما باختيار وترجمة النصوص التي يحتويها كتاب ''ما بعد الحداثة.. فلسفتها''، بما في ذلك المقال الذي قام بترجمته''، وأضاف: ''لابد من التوضيح أن الدكتورين محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي قد كتبا على غلاف كتابهما أنه من إعدادهما وترجمتهما، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما. وكما هو معروف، فإن القارئ الذي يشتري هذا الكتاب سيعتقد، فعليا، أن الدكتورين المذكورين هما اللذان ترجما محتوياته. والأدهى والأمرّ أنهما لم يكتفيا بإزاحة اسمي من المقال الذي ترجمته، بل ألغيا الهوامش التي خصصتها لشرح بعض المصطلحات الدقيقة، قصد إفادة القارئ العادي وطلابنا في الجامعات''. واعتبر أزراج أن هذا الاستيلاء على جهوده يمثل ''خرقا للأمانة العلمية، واعتداءً على أخلاقيات العمل الأكاديمي''.