أحالت نيابة الجمهورية لدى محكمة عنابة، أمس، ملف أفراد العصابة المختصة في الاعتداء على ''الملتحين'' من جماعات المنهج السلفي بعنابة باستخدام الأسلحة البيضاء، على المحاكمة، بعدما أنهى عميد قضاة التحقيق استجواب جميع الأطراف المعنية بهذه القضية الخطيرة التي راح ضحيتها عدد من الملتحين، تعرّضوا للضرب ومحاولة القتل باستخدام أفراد العصابة للسكاكين والخناجر لارتكاب جرائمهم. وحسب محاضر الضبطية القضائية التي ألقت القبض، مؤخرا، على آخر فرد من عناصر هذه العصابة الذي كان في حالة فرار، فإن المعتدين تسبّبوا في ارتكاب عاهات مستديمة وجروح خطيرة بمختلف أنحاء الجسم لحوالي 5 ملتحين، تتراوح أعمارهم بين 30 و40 سنة، تعرّضوا في اليوم الثاني لعيد الأضحى بأحد المقاهي المتواجدة بوسط المدينة المعروف بتردّد يومي لأفراد جماعة المنهج السلفي، لهجوم عنيف وجماعي من طرف مجموعة من الأشخاص يفوق عددهم 20 فردا، كانوا يحملون الخناجر والسكاكين، ويردّدون عبارات ''نحن المسلمون وأنتم الكفار، نحن المسلمون وأنتم الطغاة''، ما أربك الجالسين داخل المقهى، وتسبّب في وقوع شجار عنيف، وإصابات متبادلة بين الطرفين، إضافة إلى كسر وتخريب ممتلكات صاحب المقهى، من كراسٍ ومعدّات، ما خلّف حالة ذعر وخوف في أوساط السكان، جرّاء الفوضى ومشاهد الدم التي لم تتوقف إلا بتوجيه السكان لنداءات النجدة إلى مصالح الأمن، التي تدخلت في الحين وألقت القبض على مجموعة من الأشخاص، مع إحالة آخرين نحو المستشفى الجامعي ابن رشد لتلقى العلاج، جرّاء الإصابات الخطيرة والجروح العميقة التي تعرّضوا لها. وبيّنت التحرّيات القضائية أن الموقوفين الأربعة في القضية يتواجدون محل شبهة في ارتكابهم اعتداءات أخرى على ملتحين، سجلت على مستوى أحياء أخرى بوسط مدينة عنابة، لاسيما أن مصالح الأمن تواصل البحث عن أفراد آخرين يتواجدون في حالة فرار، يشتبه في علاقتهم في ارتكاب هذه الاعتداءات. إخضاع قاضي التحقيق لأفراد هذه العصابة المختصة في الاعتداء على الملتحين من جماعة المنهج السلفي على الاستجواب الدقيق، أظهر بأن معظم الموقوفين تعاطوا، أثناء ارتكابهم للاعتداء على الملتحين، الأقراص المهلوسة والكحول، وهو ما أثبتته التحاليل المخبرية التي أجريت لهم، إضافة إلى أنهم من ذوي السوابق العدلية. واعترف أفراد هذه العصابة أمام المحكمة أن سبب اعتدائهم على هؤلاء الملتحين، جاء من منطلق الاستفزازات اليومية التي يتعرّض لها شباب حيّهم من طرف الملتحين، الذين ينعتونهم ويصفونهم بأحقر الصفات، ويتهمونهم ب''الكفر وعبادة الأوثان والمنافقين، ومآلكم جهنم يا طغاة''، إلى غير ذلك من عبارات الاستفزاز التي يتعرّضون لها يوميا، الأمر الذي جعلهم يقرّرون الرد على هؤلاء الملتحين بطريقتهم الخاصة، من أجل وقف عبارات التجريح الصادرة في حقهم.