يعتبر الأستاذ نكموش يحيى، القاطن ببلدية عين تفورايت بتيبازة، أحد أعمدة مهنة محافظي البيع بالمزايدة، حيث قضى 16 سنة من النضال المستمر في خدمة المهنة، ينظر لهدف وحيد وهو الارتقاء بالمهنة لمصاف نظيراتها في البلدان المتقدمة، وإخراجها من دوامة المشاكل التي صاحبتها منذ إنشائها. لم يشرع محافظ البيع يحيى نكموش في النشاط إلا بعد 5 أشهر على تعيينه سنة 1997 ، بسبب تعرضه للإصابة بشظايا سيارة مفخخة، نتيجة عمل إرهابي بالقرب من جامعة الحقوق بابن عكنون، غير أن خبرته في ممارسة العملية وفي إدارته لأملاك الدولة، بوصفه رئيسا لمفتشية أملاك الدولة، ساعده على التدارك. ويرى محدثنا أن مهنة محافظي البيع بالمزايدة لا تزال حبيسة المؤسسات العمومية، على اعتبار أن نشاط المهنة تزامن مع حل هذا النوع من المؤسسات العمومية المفلسة، فيما لم تتوسع ثقافة المزايدات إلى جوانب أخرى، بالرغم من أهميتها في إضفاء الشفافية على عمليات البيع بالمزايدة. ويرفض السيد نكموش حصر علاقة محافظي البيع بالعملية في كلمة ''بيع''، على اعتبار أن المحافظ خبير، ومهمته الأساسية تقييم المنقولات للحصول على شهادات التأهيل بالنسبة لمؤسسات البناء والري والأشغال العمومية بصفة خاصة، كما يمكن استعمال هذه التقييمات في باقي المجالات. ومن الصعوبات التي تتخبط فيها هذه الفئة من المهنيين: انعدام النشاط لدى المحافظين المتواجدين في دائرة اختصاص محاكم تنعدم بها منطقة نشاط بوصفهم أعوان قضاء، وتدخّل المحضرين القضائيين في مهمة بيع المحجوزات، وفق التعديل الجديد لقانون الإجراءات المدنية والإدارية، ما قلّص من حجم نشاط المحافظين وفتح مجال المنافسة، بالإضافة إلى ضغط بعض الأطراف على المزايدين خارج جلسات المزايدة، بما لا يتيح للمحافظ فضح التجاوزات ويعيق مهمته أحيانا. ويرى محدثنا أن دخول بعض الأطراف على الخط ومنافستهم لمهنة محافظ البيع بالمزايدة بطريقة غير قانونية، من خلال استنساخ الشروط وإعلانها، زاد من حجم الضغط على المهنة التي تقوم الهيئة المشرفة عليها بدورها في محاربة الخروقات،إلا أن العائق هو صعوبة معرفة كل الأشخاص المعنيين بالمزايدة. كما أوضح الأستاذ نكموش أن هذه المهنة تقدّم خدمات جلية للمجتمع في المجالات القضائية والاقتصادية والتقييمية، وحتى الثقافية (بيع الأعمال الفنية)، إن تم تطويرها وإعطاؤها المكانة التي تستحقها، مؤكدا أن الوزارة فتحت أبوابها لتطوير المهنة، راجيا أن تساهم مختلف القطاعات التي تنتمي إليها في تطويرها.