يستعد أرسنال الإنجليزي، اليوم، لانتفاضة هائلة خارج أرضه، إذا أراد تخطي الدور ثمن النهائي لرابطة أبطال أوروبا، عندما يحلّ ضيفا على بايرن ميونيخ الألماني في مقابلة الإياب، فيما ينتقل بورتو البرتغالي إلى إسبانيا لمواجهة مضيفه مالفا، وهو متقدّم بهدف واحد. خسر أرسنال بنتيجة (3/1) بملعبه، الشهر الماضي، في لقاء الذهاب، ليصبح البايرن في موقف أفضل للوصول إلى الدور القادم للمرة الثالثة في آخر أربعة مواسم. ولم يحدث في رابطة الأبطال أن حوّل فريق هزيمته على أرضه، في لقاء الذهاب، إلى انتصار في جولة الإياب سوى مرتين فقط، عن طريق أجاكس أمستردام الهولندي في مواجهة باناتينايكوس اليوناني في موسم 1995/1996 وأنترناسيونالي الإيطالي أمام بايرن في الدور ثمن النهائي موسم 2010/.2011 وفاز بايرن 1/0 في ميلانو في لقاء الذهاب، لكنه خسر 3/2 على أرضه في ميونيخ أمام أنترناسيونالي ليودّع المنافسة. لكن أرسنال يجب عليه مواجهة التفوّق النفسي للبايرن الذي تلاعب بمنافسه تماما في لندن، وهو ما يدركه جيّدا المدرب الفرنسي أرسين فينفر. أرسنال في مهمّة شبه مستحيلة للتأهل وقال مدرب أرسنال الفرنسي، أرسنال فينفر: ''سنخوض المباراة وسط ظروف صعبة للغاية، وأمام فريق لا يملك أي شكوك على الإطلاق''. وأضاف ''تفكيرنا هو أن نذهب إلى هناك دون استسلام، لكن بطموح من أجل أن نفعل شيئا، وعدم الذهاب إلى هناك ونحن نعتقد أننا لن نتأهل على أي حال''. وتابع ''ليس كذلك على الإطلاق، سنذهب إلى ميونيخ ويجب أن نذهب إلى هناك وأن نمنح أنفسنا فرصة للتأهل، مع ثقة الجميع في أنه يمكننا أن نفعلها''. ومن المرجح أن يفتقد أرسنال جهود المدافع الفرنسي بكاري سانيا الذي يعاني من إصابة في الساق، لكن الألماني بير مرتساكر ومواطنه لوكاس بودولسكي، لاعب بايرن السابق، يتطلعان لعودة مظفرة إلى بلادهما. وقال فينفر: ''يجب أن نتعامل على أرض الملعب كفريق يريد الفوز، ستكون هذه مهمتنا أثناء الإعداد، وتتعلق بكيفية خوض المباراة من الناحية الخططية؟ لم أقرّر بعد، ستكون خطة طموحة بالتأكيد''. وأضاف ''كان هناك بعض الانتصارات لأرسنال في رابطة الأبطال، والتي نفخر بها جميعا. يجب فقط أن نقنع أنفسنا أنه يمكننا أن نفعلها في ميونيخ أيضا''. وتابع ''الفرصة ضئيلة، لكن الفرصة تجعل المستحيل ممكنا. ستكون إشادة كبيرة بفريقنا إذا فعلنا هذا، ويجب أن نحاول تحقيق ذلك''. لكن بايرن يتمتع بموسم رائع، ورغم افتقاد جهود ثلاثة لاعبين مهمّين، إلا أنه المرشح الأوفر حظا للوصول إلى دور الثمانية، والاقتراب خطوة أخرى من المباراة النهائية في ويمبلي. وقال مانويل نوير، حارس بايرن الذي حوّل تأخره بهدف مرتين إلى الفوز (3/2) على فورتونا دوسلدورف، يوم السبت الماضي، ليعزز موقعه في صدارة بطولة ألمانيا ''في الوقت الحالي، تسير كل الأمور بشكل ممتاز''. وأضاف ''أظهرنا شجاعة في تحويل تأخرنا مرتين، وهذا يتحدث بقوة عن روح فريقنا ورغبتنا في الفوز بكل مباراة''. لكن كارل هاينز رومينيفي، الرئيس التنفيذي للبايرن، حذر اللاعبين من التساهل، بعد الخروج من الموسم الماضي دون أي لقب. وقال رومينيفي ''رابطة الأبطال لا تغفر أي أخطاء. نتمتع باحترام كبير في أوروبا، لكن لا نزال في الدور ال.16 لايزال الطريق طويلا أمامنا''. ووصل النادي الألماني إلى النهائي مرتين في آخر ثلاثة مواسم، وسيفتقد جهود الجناح الفرنسي فرانك ريبيري، كما سيغيب المدافع جيروم بواتنج، ولاعب الوسط باستيان شفاينشتايفر، بسبب الإيقاف. وقد يلعب الهولندي ارين روبن بدلا من ريبيري، بعدما أحرز الهدف الوحيد للبايرن، عندما أطاح الفريق بمنافسه بوريسيا دورتموند من كأس ألمانيا، الشهر الماضي. مالفا أمام فرص كبيرة للتدارك وتحوم شكوك كبيرة حول إمكانية لحاق لاعب الوسط البرتغالي، إليسو بيريرا، بتشكيلة نادي مالفا الإسباني، في المباراة الهامة أمام بورتو في إياب الدور ال16 بسبب الإصابة. ويلتقي الفريقان، اليوم، بملعب لاروساليدا، بعد أن انتهت مواجهة الذهاب التي أقيمت، منذ أسابيع، بفوز غير مُطمئن لبورتو البرتغالي، بهدف دون رد. من جانب آخر، قد يعود لاعب الوسط البرازيلي، جوليو باتيستا، إلى تشكيلة مالفا في مواجهة بورتو، بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن اللقاء الماضي في ''الليغا'' أمام بلد الوليد. جدير بالذكر أن مالفا يُشارك، لأول مرة في تاريخه، في رابطة أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث حقّق نتائج مرضية في دور المجموعات، وطموحه يتجلى، الآن، في الوصول إلى دور الثمانية. وفي أول ظهور له في رابطة الأبطال، يريد مالفا تعويض هزيمته 0/1 في لقاء الذهاب، الشهر الماضي، إذا رغب في تخطي عقبة بورتو، بطل أوروبا، مرتين ومواصلة المشوار نحو دور الثمانية. وقبل خمس سنوات فقط، كان مالفا يلعب في الدرجة الثانية، لكنه ارتقى لبطولة الأضواء عام 2008 ثم استحوذ الشيخ عبد الله آل ثاني من قطر، على النادي الذي أنهى الموسم الماضي في المربع الذهبي في المنافسة المحلية. لكن الطريق لم يكن سهلا، بعد شكوك بشأن التزام الملاك الجدد للنادي الاستغناء عن لاعبين كبار، إضافة لتأخر مستحقات الطاقم الفني وأندية أخرى، ما جعل النادي يواجه عقوبة الاستبعاد لموسم واحد، على الأقل من المنافسات الأوروبية. ويملك التشيلي مانويل بيليفريني، مدرب مالفا، تشكيلة شبه مكتملة، مع شفاء باتيستا وإليسو وفرانسيسكو بورتيو من الإصابة.