من أعظم آفات اللّسان النّميمة، وهي نقل كلام النّاس بعضهم إلى بعض، يقصد بذلك الإفساد والفتنة بينهم، قال اللّه تعالى: {ولا تُطِعْ كلّ حَلاّفٍ مَهين× همَّاز مشَّار بنَميم} القلم:10-11، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''لا يدخل الجنّة قتّات'' متفق عليه، وهو النّمام، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''شِرار عباد اللّه المَشَّاؤون بالنّميمة، المفرِّقون بين الأحبّة''، أخرجه أحمد من حديث عبد الرّحمن بن غَنْم، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''إنّ النّميمة والحقد في النّار، لا يجتمعان في قلب مسلم''، رواه الطبراني من حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''ليس منّي ذُو حِقد ولا نَميمة ولا كهانة ولا أنا منه''، ثم تلا: {والّذين يُؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبُوا..}. قال بعض السّلف الصّالح رحمهم اللّه: لا يكون النّمام إلاّ وَلد زنا. ومن أقبح أنواع النّميمة وأفحشها: ما كان منها إلى السّلاطين والولاة ونحوهم، وتسمّى السِّعاية، ويقصد بها صاحبها إغراء الولي بإيذاء مَن سعى به إليه، وأخذِ ماله، وجلب الشرّ له، وإثمها عظيم، مضاف إلى إثم النّميمة الّتي تكون بين عامة النّاس.