أفادت قناة ''الإخبارية السورية''، عشية أمس، نبأ مقتل رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، في تفجير جامع الإيمان في دمشق. وقالت مصادر إعلامية إن الشيخ البوطي كان، كعادته، يعطي درسا دينيا أسبوعيا في مسجد ''الإيمان''، فدخل شاب يحمل حزاما ناسفا وجلس بالقرب منه وفجّر نفسه، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى. وقد دعا الشيخ، الأسبوع الماضي، إلى النفير العام للدفاع عن سوريا. وكان الشيخ البوطي من الدعاة القلائل الذين وقفوا إلى جانب الشعب الجزائري في محنته خلال العشرية السوداء، حيث كان يدعو إلى إبعاد السياسة عن معترك الدعوة إلى اللّه، وقد بارك، خلال زيارة قام بها الجزائر في ماي 2006، ما يحدث بالبلاد من توجه نحو السلم، حيث قال إن الجزائر خرجت منتصرة من المحنة، وأنه ''كلما أُقحم الدين في السياسة إلاّ وكانت النتائج وخيمة، والتجارب التاريخية تبرز ذلك''، وقال البوطي إنه يعارض استعمال الدعوة ''من أجل الشهرة والسعي إلى الكرسي''، مبرزاً أنّ ''من يريد خدمة الدين والدعوة يجب أن يكون زاهداً في الكرسي''، وفق تعبيره. والبوطي من مواليد عام 1929، وهو عالم متخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي. تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق، ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف، وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، وله أكثر من ستين كتاباً تتناول مختلف القضايا الإسلامية.