أوصى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بإكرام الجار والإحسان إليه في أحاديث كثيرة، ومن ذلك ما رواه مسلم عن أبي شريح الخزاعي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره''. ومن صور الإحسان بين الجيران، التهادي بينهم، وينبغي أن لا يحقر الجار هديةً جاءته من جاره مهما كانت، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة'' رواه البخاري. فرسن شاة: عظم قليل اللّحم وهو خف البعير. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلتُ يا رسول الله: ''إن لي جارين فإلى أيُّهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابًا'' رواه البخاري. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنّه ذبحت له شاة، فجعل يقول لغلامه: أهديتم لجارنا اليهودي؟، سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''ما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننتُ أنه سيورّثه'' رواه البخاري. ومن الإحسان للجيران، تفقّدهم بالطعام، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي -صلّى الله عليه وسلّم- إذا طبخت مرقًا فأكثر ماءه، ثمّ انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف'' رواه مسلم، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ''ليس المؤمن الّذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه'' رواه الحاكم.