مليون و900 ألف جزائري توجهوا للخارج من أجل السياحة
كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد بن مرادي، لأول مرة، عن العدد الحقيقي للسياح الأجانب الوافدين إلى الجزائر والمقدر ب250 ألف سائح أوروبي دخلوا الوطن السنة الماضية، تم إحصاؤهم من طرف مصالح الأمن، من إجمالي مليونين و370 ألف سائح، من بينهم مليون و600 ألف مغترب جزائري، ما يمثل 61 بالمائة من العدد الإجمالي. قال وزير السياحة والصناعات التقليدية الذي نزل، أمس، ضيفا على ''الخبر''، إنه تم إحصاء عدد السياح الأوروبيين، بعد استثناء الأجانب الذين دخلوا الجزائر من أجل الأعمال، مثل الأتراك والصينيين، أو علاقات القرابة مثل التونسيين المتواجدين على الحدود، مشيرا إلى أن عدد الأجانب الذين دخلوا الجزائر قارب المليون أجنبي، من بينهم 250 ألف سائح أوروبي توجهوا للسياحة خاصة في المناطق الجنوبية. في المقابل، أعلن بن مرادي عن مغادرة مليون و900 ألف جزائري التراب الوطني للسياحة في الخارج، خاصة بدول تونس وإسبانيا، مشيرا إلى أنه يتم العمل لتشجيع عدد من هؤلاء على قضاء عطلهم داخل الوطن ولو بنسبة 10 بالمائة من المغادرين، ما يمثل 100 ألف سائح وطني، للحد من نزيف العملة الصعبة نحو الخارج. كما اعترف الوزير بنقص الهياكل القاعدية السياحية لاستيعاب عدد آخر من السياح سواء الوطنيين أو الأجانب. من جهة أخرى، قال محمد بن مرادي إن التقاليد تغيّرت بالنسبة للمغتربين الجزائريين، حيث يقوم هؤلاء بحجز الفنادق والقيام بجولات سياحية مثلهم مثل الأجانب. الجزائر: سمية يوسفي
تعليمة جديدة لتحرير الاستثمار في مناطق التوسع السياحي كشف بن مرادي أنه سيتم، خلال الأيام القليلة المقبلة، التوقيع على تعليمة وزارية مشتركة لتحرير الاستثمار في مناطق التوسع السياحي، لمنح الأراضي المتواجدة بمناطق التوسع للمستثمرين دون انتظار المصادقة على مخطط التنمية، ما كان يعرقل تجسيد العديد من المشاريع. وأوضح بن مرادي بأن التعليمة التي تمت الموافقة عليها من طرف الوزير الأول، عبد المالك سلال، سيتم الشروع في تطبيقها قريبا، مضيفا أن جميع المتعاملين الاقتصاديين الخواص سيتمكنون من تجسيد استثماراتهم المعطلة، والمقدر عددها ب130 مشروع مجمد حاليا على مستوى الوزارة، بتقديم صورة أولية فقط عن مخطط المشروع، يتم الموافقة عليها مبدئيا من طرف الوكالة الوطنية لتطوير السياحة. وأشار الوزير إلى أن ثقل الإجراءات المترتبة عن انتظار المصادقة على مخططات التنمية، لم تمكن من منح سوى 5,2 بالمائة من الأراضي المخصصة لمناطق التوسع السياحي المقدر عددها ب205 منطقة سياحية. وسيتم إعطاء الأولوية في استغلال الأراضي المتواجدة في مناطق التوسع السياحي للمشاريع الكبرى، دون استثناء الخواص المالكين لأراضٍ في هذه المناطق والذين ينتظرون المصادقة على مخططات مشاريعهم منذ سنوات. الجزائر: س. يوسفي
القطاع يشغّل 450 ألف شخص 124 منشأة لدعم الصناعة التقليدية وحماية المنتجات الأصلية شدد محمد بن مرادي على أهمية الصناعات التقليدية والحرف، مشيرا إلى أنها تشغل أكثر من القطاع الصناعي والسياحي، حيث تمثل 450 ألف منصب عمل، مشيرا إلى أنه سيتم إقامة أقطاب وفضاءات للترويج لأهم المنتجات وإبرازها وإقامة 124 منشأة على عاتق الدولة، من بينها فضاءات في سيدي فرج وسيدي امحمد وخمسة متاحف ومراكز للدمغ. وأوضح بن مرادي بأنه على عكس الانطباع السائد، فإن الصناعة التقليدية والحرف من أكثر القطاعات المنشأة لمناصب العمل، كما أنه من شأنها تدعيم المساعي الرامية الى تنويع الاقتصاد وتشجيع الصادرات خارج المحروقات، مضيفا أنه تم اعتماد دفتر شروط يلزم كافة الفنادق وعددها 1150، بتوفير فضاء خاص لعرض المنتجات التقليدية، فضلا عن إبرام اتفاقية مع بريد الجزائر، لتخصيص فضاءات أيضا على مستوى مكاتب البريد المختلفة، ونفس الأمر سيتم القيام به على مستوى السفارات. ويقوم صندوق دعم الصناعات التقليدية بمصاحبة الحرفيين ومساعدتهم على تسويق منتجاتهم، موازاة مع برمجة مشاريع لإقامة 124 منشأة على عاتق ميزانية الدولة، منها 5 متاحف ومراكز مهارات وأروقة عرض ومراكز للدمغ للمحافظة على المنتجات الأصلية وتوسيع دائرة غرف الصناعات التقليدية وإعادة تأهيل وتكوين الحرفيين. كما أبدى الوزير استعداده لإعادة النظر في بطاقة الحرفي، وتقديم تحفيزات جبائية وضريبية. الجزائر: حفيظ صواليلي
إعفاءات جبائية للوكالات التي تجلب السياح إلى الجزائر اعتبر بن مرادي أنه على الدولة توجيه مساعدتها للوكالات السياحية التي تجلب السياح إلى الجزائر وليس للتي تعمل على أخذ جزائريين نحو مناطق أخرى، كاشفا عن تقدمه بطلب سيدرج في قانون المالية التكميلي بإلغاء الضرائب لمدة معينة عن هذه الوكالات، وإعادة جدولة ديون الوكالات العاملة في الجنوب. وأوضح الوزير بأنه من غير المعقول التعامل مع الوكالات السياحية التي تجلب سياحا إلى الجزائر وترفع من واردات العملة الصعبة إلى الجزائر، بنفس التعامل مع الوكالات السياحية التي تنشط فقط في أخذ الجزائريين إلى الحج والعمرة وإلى بلدان أخرى. وأشار بن مرادي إلى أنه سيتقدم باقتراح لوزير المالية، من أجل إعادة جدولة وتقسيط ديون الوكالات السياحية الناشطة في الجنوب، للسماح لها بالنشاط والاستمرار في عملها، خاصة أنها تحقق أعلى المستويات من عدد السياح الأجانب الذين تجلبهم، وهو الاقتراح الذي قبله وزير المالية كريم جودي. وكشف الوزير عن تقديمه لاقتراح لوزير المالية لإعفاء هذه الوكالات من الضريبة الجزافية الموحدة لمدة سنتين أو ثلاثة، لكن وليتم قبول هذا الإجراء، أوضح بأنه من الضروري إجراء رقابة صارمة في الداخل والتأكد من العمل الذي تقوم به هذه الوكالات. كما كشف بن مرادي عن الإجراءات التي تهدف لتسهيل عمل الوكالات السياحية، حيث شدد على ضرورة التخفيف من إجراءات الحصول على الاعتماد والتي تأخذ، حاليا، حوالي 6 أشهر ''خاصة ما تعلق بالكفاءة المطلوبة وهي النقطة التي لم تقنعني''. بالإضافة إلى هذا، أشار الوزير إلى ضرورة إلغاء ضرورة الحصول على ترخيص لخلق فروع وكذا إعادة تجديد الترخيص كل ثلاث سنوات وكلها إجراءات تهدف، حسب الوزير، إلى دعم خلق الوكالات السياحية وتسهيل عملها في جلب السياح إلى الجزائر. الجزائر: سفيان بوعياد
بن مرادي يعترف أحداث تيفنتورين ستؤثر على السياحة في الجنوب أكد وزير السياحة أن أحداث تيفنتورين ستؤثر سلبا على السياحة في الجنوب على المدى المتوسط، فالوزارات الخارجية لدول مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، توصي مواطنيها بعدم التوجه إلى الجزائر من أجل السياحة. وقال بن مرادي إن أحداث تيفنتورين والاضطرابات الأمنية في ليبيا والحرب في مالي، لها تأثيرات سلبية على السياحة في الجنوب، وشدد على أن مخلفات هذه الأحداث ستتواصل على المدى المتوسط. وأشار المسؤول إلى أن الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية، أوصت مواطنيها بعدم التوجه إلى الجنوب الجزائري من أجل السياحة. وكشف الوزير أنه طلب من الوكالات السياحية في الجنوب، التركيز على الزبائن الجزائريين كمرحلة انتقالية. من جانب آخر، أكد المسؤول الحكومي على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية لتجنب وقوع أحداث اختطاف محتملة، وأضاف أن هذه الإجراءات الضرورية تبقى عاملا منفّرا للسياح الأجانب. ومن مخلفات تلك الإجراءات، غلق عشرات المسالك السياحية في الجنوب، خاصة في ولاية تمنراست التي تستقطب أكبر عدد من السياح الأجانب الوافدين إلى الجزائر. في المقابل، أشار بن مرادي إلى تسهيلات منح التأشيرات للسياح الأجانب المتوجهين إلى الصحراء الجزائرية، من بينها تقديم طلب جماعي للحصول على التأشيرات عبر قائمة تودعها الوكالة السياحية المعنية للجان الأمنية الولائية التي تقوم بإرسالها إلى القنصليات الجزائرية في الخارج. وأضاف الوزير أن السياح الأجانب الراغبين في دخول الجزائر عبر دول أخرى غير بلدهم، يمكنهم الحصول على التأشيرات من القنصليات الجزائرية في الدول التي يتواجدون فيها. الجزائر: سليم بن عبد الرحمان
لابد من العمل على تأهيل الفنادق قبل تصنيفها أكد بن مرادي أن عملية إعادة تصنيف الفنادق معقدة ولن تكتمل في 2013، حيث تم، لحد الآن، تصنيف 400 فندق هي الوحيدة التي تستجيب للمعايير، مشددا على أن التأهيل أهم بكثير من التصنيف. وأوضح بن مرادي بأن العملية التي انطلقت منذ سنوات ومست كل فنادق الجزائر، لم تسمح إلا بتصنيف 32 بالمائة من المجموع، وهي الفنادق الوحيدة التي تستجيب للمعايير الدولية، مشيرا إلى أن الآجال التي حددها الوزير السابق، إسماعيل ميمون، لنهاية العملية وهي نهاية 2013، لن تحترم لأن العملية تسير ببطء، حيث إن كل الفنادق الأخرى التي زارتها اللجان لم ترفع التحفظات التي وضعتها اللجنة لأسباب متعددة، أهمها المشكل المالي. وأكد بن مرادي أن العديد من هذه الفنادق انطلقت في عمليات التأهيل، بعد الاتفاقية التي وقّعت بين الوزارة والبنوك من أجل تسهيل عملية الحصول على قروض. وشدد الوزير على أن الأهم هو الحديث عن إعادة تأهيل الفنادق قبل الحديث عن تصنيفها، لأنه لا يمكن منح أي تصنيف لفندق لا يحترم المعايير الدولية. كما أكد بن مرادي أن العملية لابد أن تتم في أقرب الآجال، مشيرا إلى أن الوزارة هددت الفنادق بسحب رخص الاستغلال إن لم تقم بالتأهيل ورفع التحفظات التي قدمتها لجان التصنيف. الجزائر: س. بوعياد
إعادة بناء الوجهة السياحية في المدى القريب مستحيل أكد محمد بن مرادي أن إعادة بناء الوجهة السياحية في المدى القصير يبقى ''مستحيلا''، مشيرا إلى أن ذلك مرهون بتكثيف الاستثمارات في هذا القطاع. وقال الوزير إن الحكومات المتعاقبة والسياسات المنتهجة من طرفها في مجال السياحة ''لم تحقق الهدف المسطر منذ الاستقلال''، والمتمثل في تقليص التبعية لقطاع المحروقات وتنويع المداخيل، بالاعتماد على إنتاج القطاع الفلاحي والصناعي والسياحي. واعترف بن مرادي بتراجع مساهمة قطاع السياحة في الناتج الداخلي الخام والتي انخفضت من نسبة 8 بالمائة سنوات الثمانينيات إلى 1 بالمائة سنة 2006، لتستمر بنفس الوتيرة في السنوات الأخيرة. الجزائر: س. ي
قال ضيف ''الخبر''
إعداد خارطة قبل الحديث عن الأقطاب السياحية اعتبر بن مرادي أن فكرة الأقطاب السياحية المتداولة في القطاع، تبقى نظرية وأنه يريد أن تصبح هذه الفكرة مجسدة على أرض الواقع، بمساهمة الوكالات السياحية المفترض أن تطور رحلات وحلقات سياحية، تأخذ بعين الاعتبار طبيعة كل منطقة من البلاد باستغلال الإرث التاريخي والثقافي لكل منطقة وإمكاناتها الجغرافية. وأضاف الوزير أنه يتوجب إعداد خارطة سياحية تكشف قدرات كل منطقة، حتى يتم تجسيد هذه الفكرة. الجزائر: س. بن عبدالرحمان مشاريع سياحية لمهري وبن عمر كشف وزير السياحة عن مشاريع كبيرة يرتقب تجسيدها قريبا، بعد تسوية الإجراءات الإدارية، منها مشروعان لرجل الأعمال جيلالي مهري، على مستوى مناطق التوسع السياحي بعين تموشنت، وآخر في مدينة الطارف من قبل صاحب شركة عمر بن عمر على مساحة 70 هكتارا، مشيرا إلى أنه سيتم منح المساحات الخاصة بالمشاريع ''ونعطي الأولوية لها بالنظر لأهميتها وانعكاساتها الإيجابية في المنطقة، لتفادي أن تظل العديد من المشاريع الخاصة مجمدة لمدة زمنية طويلة وهناك مشاريع أخرى سيتم تشجيعها''. الشراكة وتحسين التسيير والخدمات من الأولويات شدد وزير السياحة على أن التوجه العام ليس للخوصصة، بل لضمان مصاحبة الفنادق من قبل علامات دولية والاستفادة من خبرتها ومعارفها، مشيرا إلى إبداء عدد من العلامات الدولية، منها ''ماريوت'' و''غولدن توليب''، لإبرام شراكة خاصة بالتسيير وتحسين الخدمات في عدد من الفنادق. وأشار بن مرادي إلى أن الخوصصة متوقفة منذ سنوات، لكن هناك صيغا تسمح بتسيير العلامات الدولية لفنادق حتى عمومية، على غرار ''سوفيتال'' و''ميركور''، أو خاصة على غرار الاتفاقيات المبرمة مع غولدن توليب، مشيرا إلى أن عددا من المسائل ينظر في تسويتها، على غرار مشكل تحويل الأرباح. في المقابل، هناك صيغ أخرى أيضا يتم اعتمادها لضمان تحسين الخدمات المقدمة. لا نريد أن يسيّر أي فندق كحمام أشار بن مرادي إلى تخصيص 70 مليار دينار لتأهيل 65 فندقا، خاصة بمناطق الجنوب الجزائري، مشددا على ضرورة تحسين الخدمات وتفعيلها وضمان مواكبة التطورات المسجلة على المستوى الدولي. وأكد الوزير ''لا نريد أن نرى فندقا يسيّر كحمام، فالتطورات الحالية التي يشهدها القطاع تحتم التأقلم مع كافة المستجدات، منها الحجز عن طريق الأنترنت والتعامل ببطاقات الائتمان، إذ لا يعقل أن يبقى فندقا بخمس نجوم لا يتعامل بمثل هذه الوسائل العادية. كما يتم، حاليا، تشكيل سلاسل فندقية وتوفير الملحقات الضرورية، على غرار توفير ملعب الغولف في عروض فندق الجزائر''.