مريم دمناتي: الأمازيغيون والإسلاميون هما القوتان السياسيتان الأبرز في المغرب محمود أبلكوش: 75 في المائة من الليبيين كانوا مع القذافي والأمازيغ سينفصلون إذا لم ترسم الأمازيغية نظم حزب جبهة القوى الاشتراكية، أمس، يوما دراسيا حول ''الأمازيغية عامل للاندماج الوطني والمغاربي''، في إطار نشاطاته المرتبطة بإحياء الذكرى ال33 للربيع الأمازيغي. عرف اللقاء تدخل عدة أساتذة جامعيين لتقييم حال الأمازيغية في الجزائر بين الدستور والنصوص القانونية المختلفة والواقع الميداني. وأول محاضرة ألقاها الأستاذ في القانون الدولي عبد القادر كاشر، الذي سجل نقائص كثيرة في المنظومة التشريعية الجزائرية لحماية الأمازيغية من التعسف الإداري. واعتبر المحاضر بقاء تدريس الأمازيغية كمسألة اختيارية ''أمرا خطيرا، وحصرها في بعض ولايات الوطن كذلك لا يساعد على ترقيتها''. وأهم ما ميز اليوم الدراسي هو حضور ممثلة المرصد المغربي الأمازيغي للحقوق والحريات، مريم دمناتي، التي ألقت محاضرة حول التجربة المغربية في الاعتراف بالأمازيغية. كما حضر رئيس جمعية ''تاسريت'' للثقافة الأمازيغية في ليبيا، محمود أبلكوش. وصرحت مريم دمناتي ل''الخبر''، على هامش هذا اليوم الدراسي، أن المرصد المغربي الأمازيغي، الذي يعتبر منظمة غير حكومية، متعود على تنظيم ندوات ونقاشات مع الإسلاميين منذ فترة طويلة، وأن هذين التيارين هما القوتان السياسيتان البارزتان الآن في المغرب. وتتوقع المتحدثة أن يتم إكمال مسار ترسيم الأمازيغية في المغرب في غضون عشر سنوات. وإن أرجعت الفضل في حل مشكل الأسماء الأمازيغية في المغرب لمنظمة ''هيومن رايتس ووتش'' التي تدخلت لدى السلطات المغربية لتعترف بهذه الأسماء، فإنها تعتبر مرصدها ''يتابع ويسجل كل أشكال التمييز ضد الأمازيغية في المغرب، وتعرض تقاريرها على الأحزاب والمنظمات غير الحكومية وكذا المنظمات الأممية...''. وعن علاقة المرصد بالحكومة المغربية، خاصة مع وصول الإسلاميين إلى السلطة، قالت مريم دمناتي: ''علاقتنا بالإسلاميين اليوم غير علاقتنا بهم في السابق، لأنهم اليوم مجبرون على احترام الدستور''. لكنها كشفت أن ''المرصد المغربي الأمازيغي يتوجه إلى الأفراد أكثر مما يتوجه إلى الأحزاب، وفي التيار الإسلامي هناك مسؤول أمازيغي دافع عن ترسيم الأمازيغية ضد موقف حزبه، هو سعد الدين العثماني (وزير الخارجية الحالي) لأنه أمازيغي''. أما عن علاقة المرصد بالملك وموقف محمد السادس من المسألة الأمازيغية، فوصفت المتحدثة العاهل المغربي ب''الملك الذي يعمل على ضمان التوازنات''، وترسيم الأمازيغية في الدستور جاء بمبادرة من الملك نفسه في انتظار القانون العضوي الذي سيجسد هذا البند الدستوري في الميدان. أما محمود سليمان خليفة أبلكوش، رئيس الجمعية الثقافية ''تاسيرت''، المنحدر من منطقة أذرار أنفوسة، غربي العاصمة الليبية طرابلس، فيعتبر أن الأمازيغ الليبيين اليوم ''ينتظرون الدستور الجديد لتحديد موقفهم من البقاء أو الانفصال عن ليبيا''. وفي انتظار ذلك، ما زالت منطقة الزوارة وأذرار أنفوسة حاملة للسلاح مثلها مثل باقي مناطق ليبيا. ويقول محمود عن هذه الوضعية: ''القذافي كانت بحوزته الملايين من قطع كلاشنيكوف، واليوم هذه الأسلحة منتشرة في التراب الليبي''. وحسب المتحدث، فإن المجلس الانتقالي أخلط الأوراق في ليبيا من خلال لجنة المصالحة. حيث أصبح الجميع ثوارا، على حد تعبيره، بينما الواقع أن ''75 في المائة من الليبيين كانوا مع القذافي، والثوار الحقيقيون هم منطقة بن غازي ومسراطة وزوارة وأذرار أنفوسة''. ويبدي محمود أبلكوش معارضة شديدة للإسلاميين الذين يحملهم مسؤولية عدم اتضاح الرؤية في ليبيا، متوقعا أن يطول عمر اللااستقرار الذي تعيشه بلاده بسبب ''الإسلاميين الذين تدعمهم السعودية وقطر وكتائب القذافي التي أصبحت دعامة أساسية للعديد من التكتلات السياسية''.