منع 3 أطباء رافقوا علي كافي من دخول سويسرا علي كافي، خامس رؤساء الجزائر، وضع ثالثا في ترتيب الرؤساء الراحلين الجدد، بجنب المرحومين أحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر المستقلة، والشاذلي بن جديد، ثالثهم، دونما يراعي، من رسم قبر علي كافي، أن الأخير سيكون راقدا قبالة الراحل عبان رمضان، ضمن المستطيل الأول لكبار الساسة الذي يضم الرئيسين محمد بوضياف وهواري بومدين، وعميروش وزيغود.. حتى وإن كان من صمم قبر كافي، يعلم أنه ليس بحاجة لتذكير الجزائريين أين وصل حجم الخلاف بين عبان رمضان وبين علي كافي، لما تردد قبل نحو عشر سنوات أن المرحوم كافي قال عن عبان إنه ''خائن''، بينما ينفي ''سي علي'' أن يكون نطق بالخيانة في حق عبان، ومهما يكن فإن الزعيمين ميتان ومدفونان قبالة بعضهما البعض، ومن سيزور أحدهما ''سيترحم'' على الآخر، تماما كما كان يفعل أحمد طالب الإبراهيمي، أمس، وهو ينتظر مع المشيعين عربة ''الرؤساء المتوفين'' المزدانة بالورود، لما كان يمر على قبور الساسة المتوفين، وهو يدعو لهم بالرحمة، واحدا واحدا. نقل الرؤساء الثلاثة بعربة واحدة، كما أن الخيم التي نصبت خلال جنازتي الشاذلي وبن بلة، استقدمت للمهمة ذاتها أمس.. خيم بيضاء وضعت لتقي المشيعين حر الشمس، لكن الوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، لم يكن بحاجة إلى التستر بها، وهو أول الملتحقين بها، من كبار الشخصيات.. لقد بدا أويحيى، وكأنه اجتاز فترة نقاهة، بعد مغادرته لمكتب الوزارة الأولى ومكتب الأرندي، لكن الجنرال المتقاعد خالد نزار الذي لم يفوت جنازة رئيس إلا وسجل حضوره فيها، ظهر متثاقلا، رافضا إبداء الرأي في الراحل علي كافي، وهو الذي كان برفقته في المجلس الأعلى للدولة، على ما تردد كثيرا من أن الرجلين كانا مختلفين اختلاف الأيديولوجية والمبدأ.. بينما كان عاديا في ذلك الوقت أن تتخذ مواقف عدائية ضد ''العروبيين'' أو ''القوميين''، حتى أن رضا مالك الذي كان ثالث أعضاء المجلس الأعلى للدولة، عارض قانون التعريب، على ما ذكره مسؤولون في ذلك الوقت، وصار القرار رهين ''ازدواجية المواقف''، ولعل هذه الازدواجية واحدة من الأسباب التي جعلت كافي يندم على قبوله رئاسة الدولة، لما وضع نفسه في مواجهة التيار الفرانكوفوني وجها لوجه، ليضيف لكاهله متاعب تعقب الإرهابي ''الفليشة'' في ثنايا حي القصبة وبوفريزي، وجمال زيتوني في جبال البليدة، في أوج الصدامات بين الجيش والجماعات الإرهابية. .. لقد شاخ القوم ''شاخ'' كافي من مشاكل رئاسة الدولة، رغم أنه مر عليها ك''طيف'' هاملت في رواية ''شكسبير''، حتى أن المواطنين الذين حلوا بمقبرة العالية أمس لرؤية قبره، لم يتجاوز عددهم ال,15 لمحوا، أيضا رضا مالك رفقة عبد السلام بلعيد وبوعلام بسايح مصطفين في صف واحد ينتظرون كغيرهم قدوم الجثمان.. فعلا لقد شاخ القوم، وصاروا ملزمين بمن يعيلهم على المشي.. على مقربة من الثلاثي، أمعن كل من أويحيى وزرهوني في الحديث، (قرابة ساعة) وكأن شيئا ما شغلهما، وهما خارج دائرة الحكم.. وظهر زرهوني عكس أويحيى، شاحب الوجه، خالية رقبته من ربطة العنق، يرتدي قميصا أحمر مغطى بسترة سوداء، وأمام الاثنين، يمكث رجل، احتار الصحفيين من يكون، وتردد السؤال مرارا وتكرارا: ''من الذي يقف أمام أويحيى؟''. الرجل شد الأذهان لسبب واحد فقط، إنه غير معروف وقد جيء به إلى المكان من قبل نفر من الحراس.. استحضر الصحفيون بالعالية، زمن ''الثورة ''على مبارك في مصر، على سؤال ''الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان''، ولم تكن تساؤلاتهم لتتبدد لو لا ''دفات'' حرس جمهوري، بدأت، إيذانا بقرب وصول جثمان الراحل علي كافي.. فعلا لقد وصل الجثمان، وها هو الرئيس بوتفليقة مترجل خلفه إلى حيث نصبت الخيم ووزعت كاميرا التلفزيون بإتقان، بحيث ينجح التلفزيون في نقل مجريات الجنازة على المباشر، تماما كما فعل في جنازتي الشاذلي وقبله بن بلة. لقد حضر الشاذلي وعلي كافي جنازة الراحل بن بلة، ثم حضر كافي جنازة الفقيد الشاذلي، ولم يحضر أي رئيس جنازة الرئيس كافي، سوى بوتفليقة، بينما يواصل اليامين زروال ''الرئيس السوليتار'' مقاطعة الجنائز الرسمية، ولأن هناك من قال إن ''الرئيس السوليتار'' لم يرافق كبار المسؤولين لتشييع الراحل الشاذلي في أكتوبر الماضي، لكنه زار العالية بعد مغادرة الجميع، انتظر البعض في المقبرة إلى المساء، أمس، لعل ''هلال'' زروال يطل، لكنه أبى ذلك. اجتمعت الأضداد بالعالية، بل أن جنازة كافي جمعتها، فحضر بالإضافة إلى الشخصيات المذكورة، علي بن فليس، الذي وجد الوزير عمار غول أمامه، ليصافحه، بابتسامة عريضة، كما حضر كل الطاقم الوزاري، وبين زخم الحضور، شاعت همسات حول ''سر'' مجيء، الأمين العام السابق للأفالان مع موكب الرئيس بوتفليقة؟ رغم أن بلخادم لم يعد يمثل منصبا رسميا. وقبل ذلك، تراءى رئيس الحكومة سابقا مولود حمروش آت من بعيد، مستوي الهندام، لا تبدو عليه علامات الكبر كما كانت من قبل، رغم أن شعره نصع بياضا، وبدا أن حمروش يعرف أكثر من غيره عن سيرة الرجل، فقال ما لم يقله نزار عن كافي، قال حمروش: ''سلوكه وأفكاره تتكلم عنه، رجل أثر في مسار تاريخ الجزائر، والعثرات التي ظهرت في زمنه لا تنقص من إنجازاته''.. تقريبا كاد يتفق أحمد طالب الإبراهيمي مع حمروش في تشخيص مسار الرجل، لو لا أن طالب أمعن في سيرة الرجل تاريخيا، كما فعل صالح فوجيل.. هذا الأفالاني العروبي القريب من علي كافي، قال في صديقه: ''لقد عايش كل محطات الثورة وزعمائها، كبن طوبال وزيغود يوسف، وحضر اجتماع العقداء العشرة الهام والخطير، وشارك في هجوم الشمال القسنطيني''، بينما يرى أويحيى في كافي: ''الرجل الشجاع ذو المواقف الثابتة''. مذكرات وسيرة ورسالة يقال إن قيمة الجنازة من قيمة قارئ تأبينيتها، وقارئ تأبينية جنازة الراحل كافي، وزير المجاهدين، الشريف عباس، أبرز ما أكده فيها أن الراحل كان ''قامة من قامات الجزائر التي خسرت رجلا فرض التميز والقدرة والانتصار للوطن .. ''سي علي'' حاول إيجاد إحداثيات للتحكم في البوصلة، فانتهت مهمته، بعد عامين، فاختار الابتعاد.. فابتعد ثم رحل وترك وراءه غموضا ومذكرات اختلف الجميع في فهمها وتفسيرها وسيرة ذاتية مثقلة.. ورسالة شهداء لا يعودون هذا الأسبوع... نقاش إيديولوجي يرافق كافي إلى مثواه الأخير لم تكن مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الأسبق علي كافي بقصر الشعب بالعاصمة، شعبية بقدر ما كانت رسمية. وترحم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، باكرا على روح الفقيد، قبل أن يوقع على سجل التعازي. ومما كتبه بوتفليقة: ''ها هي ذي الجزائر تودع في شخص رئيس المجلس الأعلى للدولة الأسبق، المجاهد علي كافي، أحد أبطالها المغاوير''. وجلست عائلة الرئيس الأسبق في زاوية شرفية بقصر الشعب لتلقي التعازي، وتقدم تباعا وزير الداخلية دحو ولد قابلية لقراءة الفاتحة، وكذلك الوزير الأول عبد المالك سلال، ثم عدد من الوزراء. نزار يصف كافي بالبطل الثوري ورضا مالك قال إن مواقفه حاسمة ولم يشأ وزير الدفاع السابق، خالد نزار، غير القول أمام إلحاح صحفيين عن رئيسه السابق في مجلس الدولة: ''كان بطلا ثوريا وقبل مرة أخرى بالمهمة في فترة عصيبة من تاريخ البلاد، ومواقفه دائما ما كانت متوازنة''. وحديث نزار عن المواقف المتوازنة لا يشرحه إلا رضا مالك، العضو السابق أيضا في مجلس الدولة، الذي قال ل''الخبر'' إن ''كثيرا من الجهات أخطأت التقدير في شخص علي كافي، فاعتقدته إسلاميا راديكاليا، لكنه أبان عن إسلام حداثي وعروبة راسخة تمثل الهوية الجزائرية''. أما العضو السابق في المجلس الأعلى للدولة، علي هارون، فجدد أن الفقيد علي كافي ترأس المجلس في مرحلة عصيبة وأن ''كافي كان من الرجال القلائل الذين قبلوا هذه المسؤولية''، ونفس الكلام قاله السعيد عبادو، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، التي سبق لكافي أن ترأسها مطلع التسعينات. ولم يتخلف سياسيون عن الحضور إلى قصر الشعب، ومثل جبهة التحرير الوطني منسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط، وقد سألته ''الخبر'' هل صحيح قد مات كافي وهو في مزاج سيئ من الجبهة؟ فأجاب:''أتحدى صاحب هذا الادعاء أن يثبته''، وقبل بلعياط حضرت لويزة حنون، وعدد من القياديين في الأرندي ومختلف الأحزاب السياسية. وجلبت جنازة علي كافي العقيد أحمد بن الشريف إلى قصر الشعب، وهو الغائب عن المشهد منذ فترة طويلة، وما إن نزل من سيارته حتى قال: ''إن الراحل رفيقي في السلاح وبطل من الأبطال رحمه الله، كنا دائما في اتصال من الاستقلال إلى يومنا هذا''. منع 3 أطباء رافقوا علي كافي من دخول سويسرا منعت شرطة مطار جنيف بسويسرا، فجر الثلاثاء الماضي، الطاقم الطبي الجزائري المرافق للرئيس الأسبق علي كافي، من الخروج من المطار والتوجه معه إلى المستشفى الذي توفي به. وذكرت صحيفة ''لاتريبيون دو جنيف''، أمس، أن أربعة أطباء كانوا على متن الطائرة التي نقلت رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق إلى جنيف، منعتهم الشرطة من مغادرة المطار لعدم حيازتهم تأشيرة الدخول إلى الأراضي السويسرية. ويعود السبب، حسب مصادر الصحيفة، إلى أنهم غادروا الجزائر متسرعين ولم يكن لديهم الوقت لطلب التأشيرة. وأوضحت الصحيفة أن الناطق باسم المطار رفض تأكيد أو نفي الحادثة. ونقلت عنه قوله إن المطار لا يملك صلاحية الخوض في الرحلات الخاصة ذات الطابع الدبلوماسي. وأضافت ''لاتريبيون دو جنيف'' بأن طائرة علي كافي وصلت إلى جنيف ما بين الثالثة والرابعة صباحا، وأن الرحلة كانت مرخصة وتمت في إطار دبلوماسي. ويعني ذلك، حسبها، أن السلطات الجزائرية أخبرت نظيرتها السويسرية بسفرية العلاج. وأشارت إلى أن كافي كان على وشك الموت عندما وصل إلى جنيف، وأن كافي ليس المسؤول الجزائري الوحيد الذي عالج بسويسرا، وذكرت على سبيل المثال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزير الدفاع الأسبق خالد نزار. تعاز الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني تقدم الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، عبد المالك فنايزية، أصالة عن نفسه، وباسم كل إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي من ضباط، ضباط صف، جنود ومستخدمين مدنيين، بأخلص عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلة علي كافي على إثر الفاجعة التي ألمت بها بفقدان المجاهد الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة. رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أعرب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، باسمه الخاص وباسم أعضاء المكتب التنفيذي، عن تعازيهم الخالصة إلى عائلة الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة، الفقيد علي كافي، راجين من الله عز وجل أن يسكن الفقيد جنات الخلد ويرحمه برحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان. الأمين العام للمركزية النقابية اعتبر الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، المسار الثوري والسياسي للفقيد قدوة للأجيال الصاعدة، مطالبا هذه الأخيرة بالاعتبار من القيم الأدبية التي تركها هذا الرجل الذي ''سخر كل حياته للجزائر حتى تبقى دائما واقفة مهما كانت الظروف''. التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء على إثر وفاة الرئيس الجزائري الأسبق علي كافي، يؤكد رئيس اللجنة الوطنية لتحضير مؤتمر التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء أن فقدان الجزائر للرئيس الأسبق خسارة كبيرة، علي كافي شخصية وطنية ضحت من أجل الجزائر وسيظل الفقيد رمزا من رموزها. المنظمة الوطنية للمجاهدين لقد كان الفقيد، منذ ريعان شبابه، مفعما بحب الوطن والغيرة على مصيره إبان الاحتلال الفرنسي، وبعد استرجاع الاستقلال، حيث قاده ذلك مبكرا للإقبال على أحضان العلم والمعرفة... أمام خطورة الأحداث التي عرفتها البلاد خلال التسعينات، كان إجماع المجاهدين على انتخابه أمينا عاما للمنظمة الوطنية سنة ,,1990 . اليوم الأمانة الوطنية تتقدم لأسرة الفقيد ولكل إخوانه المجاهدين بأعمق مشاعر المواساة.