الربو أو ''الضيقة'' مرض يخص وظيفة التنفس، كثير الانتشار، وفي زيادة مستمرة بحوالي 250 مليون حالة عبر العالم، وما يقارب 3 ملايين حالة في الجزائر. يظهر بنوبات متكررة، يعاني فيه المريض من صعوبة التنفس إلى حد الازرقاق، وكذا التعرق، العياء والإرهاق، بسبب انسداد المجاري التنفسية داخل الرئتين. تتراجع هذه النوبات، أحيانا، بصفة تلقائية، وأحيانا أخرى تحت تأثير الأدوية. هناك نوعان من مرض ''الضيقة''، الأول يتمثل في ''الضيقة'' بسبب الحساسية المفرطة، التي تصيب خاصة الطفل، سببها هو عدم تقبل جسم الطفل لبعض العوامل مثل لقاح الأشجار، الغبار، تغير الطقس، شعر الحيوانات، ريش الطيور.. الخ، التي تؤدي كلما تعرض لها المريض إلى ردود فعلية بسبب نوبة الضيقة بجميع أعراضها ومخاطرها. نشاهد خلالها انتفاخ مخاطية القصبات التنفسية، مع إفرازات وافرة تؤدي إلى تكوين سدادات على مستوى مجاري القصبات التنفسية تجعل التنفس صعبا أكثر فأكثر. غالبا ما تظهر هذه النوبات في الليل أكثر من النهار، وكثيرا ما يشفى منها المريض نهائيا بالابتعاد عن العامل أو العوامل المسببة. أما الثاني فهي ''الضيقة'' المعقدة، التي تضاف فيها أمراض جوارية لمرض الضيقة، كالتهاب الرئة أو عدوى الرئة أو تجمع الماء في الرئة.. الخ، أو حساسية المريض للمكروبات، حيث تظهر نوبات الضيقة عند الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، وغالبا ما تكون معالجة هذا النوع من ''الضيقة'' أصعب. لهذا يجب دائما أمام حالة ''الضيقة'' البحث عن العامل المسبب، كغبار المنزل أو المصنع أو العفونة البيئية أو المنزلية، لقاح النباتات، ريش الطيور، شعر الحيوانات.. الخ. إضافة إلى العوامل المكروبية أو الفطرية أو الغذائية (كالحليب، البيض، السمك..)، أو ربما الأدوية كالأسبرين الذي كثيرا ما يسبب نوبة ''الضيقة''. هذا بالإضافة إلى العوامل الهرمونية والنفسية، حيث يمكن مشاهدة تفاقم حالة الضيقة عند المرأة أثناء الحيض مثلا، أو في مرحلة اليأس، أو بالعكس شفائها أثناء الحمل. كما أن لتدهور الحالة النفسية أثر في ظهور الضيق.. يظهر مرض الضيقة بنوبات تتمثل في عسر التنفس، قد تسبقها بعض العلامات كالعطس المتكرر، الحكة، أوجاع الرأس، أو مباشرة عدم القدرة على إخراج النفس مع الصفير وتوسع الصدر وتقلص العضلات التنفسية، وأحيانا ازرقاق الوجه في الليل غالبا. قد تهدأ نوبة الضيقة تلقائيا، لكن يبقى تكرارها محتملا. يجب أخذ مرض الضيقة بجدية، وإحاطة المريض بكل العناية اللازمة تجنبه العوامل المسببة، مع توفير الأدوية المسرحة للقصبات التنفسية ومضادات التهاب هذه القصبات ومخاطيتها، إضافة إلى نظافة المحيط وتفادي التلوث والتدخين والحيوانات، تقلبات الطقس..الخ.