اهتزت بلدية بئر الخادم، أمس، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها شاب تلقى طعنة بسكين من شقيقه الأصغر منه، بعد مشاجرة، يقول شهود عيان إن سببها حزام سروال. كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما استيقظ جيران الشقيقين عبدو وعماد، 19 و23 عاما على التوالي، على صوت صراخهما والشتائم مثلما جرت عليه العادة منذ سنوات. إذ يروي شهود عيان ل''الخبر'' بأن الشقيقين كانا يداومان على العراك في مسكنهما بمركز إعادة التربية للأحداث سابقا في بلدية بئر الخادم، حيث كانوا يضطرون في كثير من الأحيان إلى التدخل لفض خلافاتهما التي لم تكن تتجاوز التناوش بالأيدي وتبادل الشتائم. لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة.. حيث يروي هؤلاء أن عبدو الموجود رهن الحبس لدى الشرطة معروف بمعاقرته الحبوب المهلوسة، وعاطل عن العمل، مثل شقيقه، ويعيش مع والدتهما التي تتكفل بإعالتهما بمفردها بعد دخول الزوج السجن لعقوبة مدتها عشر سنوات أمضى منها عاما واحدا فقط. ويقول سفيان، أحد الجيران، إنه نزل من مسكنه بالطابق العلوي للمبنى، سعيا لفض شجار الشقيقين اللذين كانا يتبادلان اللكمات، أمام دعوات والدتهما للتوقف، وفي تلك الأثناء وجه عبدو طعنة عميقة على مستوى كبد شقيقه الذي فاضت روحه بين أحضان والدته، في الدقائق الخمس التي تلت الطعنة، ومع ذلك قام الجيران بنقل الضحية إلى المستوصف في محاولة فاشلة لإنقاذ حياته. ويضيف سفيان أن رجال الشرطة حضروا وطلبوا من أم الشقيقين مرافقتهم إلى مقر الأمن لسماع أقوالها في ما حدث، بينما ظل الجاني عبدو مختفيا عن الأنظار إلى غاية منتصف النهار، حيث عاد معتقدا بأن أعصاب شقيقه هدأت، لكنه أصيب بصدمة عندما سمع من الجيران أن الشرطة تبحث عنه لقتله شقيقه، فبقي على تلك الحال نادما يصرخ ''لم أكن أقصد قتله''، إلى أن حضر رجال الأمن الذين أوقفوه على ذمة التحقيق، بينما حولت جثة شقيقه الضحية إلى مشرحة مقبرة العالية لعرضها على الطبيب الشرعي.